يبدو ربيع فلسطين أحمر نارياً هذا العام كربيعها منذ آلاف السنين.. وشقائق النعمان المسمى بالحنون ترفع رأسها وتفرش ألوانها تحت شجر الزيتون وما تبقى من السهول والجبال بعد أن قتلت اسرائيل الأحمر والأخضر من الزهر والزعتر والميرمية لتبني المستوطنات.


 ولكن الزهرة العنيدة المطعمة بدم الشهداء والأمل الفلسطيني بالعودة لأرضهم المسروقة تظل تنبت في الأرض، كما على أثواب نساء فلسطين اللواتي طرزنها على أثوابهن الكنعانية منذ آلاف السنين تذكّر بأن الأرض للفلسطينيين، وتراثها من زهر وشجر وحجر، يشهد على ذلك.


 صورة المرأة الفلسطينية التي رأيناها على وسائل التواصل الاجتماعي في مسيرة في غزة وهي تلبس الثوب التراثي، تحمل كفنها على رأسها متجهة للحدود، هي تعبير إنساني حيّ عن الصمود والاصرار على حق العودة.


 وعندما يسألها الماشون معها للحدود تقول “سئمنا اللجوء منذ سبعين عاما وضاقت علينا البيوت المهترئة، فما زالت بيوتنا تنتظر، وأراها تلوّح لنا من شبابيكها المخضبة بدماء الشهداء “.


 نشاطات الفلسطينيين، هذا العام المتمثلة بالمسيرات نحو فلسطين وسقوط الشهداء ليست الاولى من نوعها، فهي متعددة ومتجددة منذ سنين، أقيمت في لبنان وسوريا والاردن، منذ 1988 وقبل ولم تتوقف رغم سقوط الشهداء، فهذا الاصرار لعدم قبول الحلول الاستعمارية لتصفية القضية والتنازل عنها كما تحاول إسرائيل وسندها أمريكا التي ازدادت بوصول ترمب للبيت الابيض لم تتوقف ولم تقتل ذاكرة الفلسطيني لنسيان الوطن أو الحق الشرعي من حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة ويتنكرون لها لإبقاء الاحتلال قائماً رغم أنف العالم “لليوم”.


في رابع أيام “ مسيرات العودة “ حتى اليوم، سقط عدد كبير من الشهداء بلغ 18 شهيداً وحوالي 1500 جريح في الذكرى الثانية والاربعين “ ليوم الأرض”.. والمسيرات الشعبية ما زالت متواصلة في انحاء فلسطين المحتلة.. وهي تواجه جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب العظيم. صورة ربيع أحمر فلسطين هذا، يعاد كل عام، كما تعاد اجتماعات الجامعة العربية بالإضافة لتقديم مسودات الاقتراحات للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لاتخاذ الاجراءات للعمل على وقف الإجراءات العدوانية والاستيطانية والانصياع لقرارات الشرعية الدولية، ومع الاسف ليست فاعلة لليوم.


  بعد هذه المحاولات الواضحة لتصفية القضية الفلسطينية أصبح من الضروري تحرك الفلسطينيين وملاحقة الاحتلال في جميع المؤسسات القضائية الدولية لتقديم اسرائيل وجنودها الجلادين الى محكمة الجنايات الدولية بالتعاون مع المجتمع الدولي، لارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد الفلسطينيين المدنيين العزل في مثل هذه المسيرات والممارسات التي تواصل إسرائيل القيام بها.


 استمرار إسرائيل القيام بسياساتها الاحتلالية والعنصرية وجرائم الحرب الواضحة، هي وصمة عار في جبين الانسانية التي يتفرج عليها العالم، دون جهود جادة لليوم من المجتمع الدولي كافة لايقاف هذه الجرائم. ولعل الفلسطينيين منذ اليوم يقومون بالتحرك لأخذ اسرائيل للمحافل الدولية لايقاف قتل الشهداء الذين يروون الحنون بدمائهم الطاهرة.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment