إسرائيل ومن دون احترام للشعائر الدينية او الإنسانية تقوم باعتداء مستمر اعتقال» «المسحراتية الفلسطينيين « لكتم صوتهم. قامت بالقبض على اثنين منهم في القدس القديمة التي تشتعل بالروحانيات في شهر رمضان في الليل والنهار. بهذا تحاول قتل الصوت الذي يذكر أن القدس عربية إسلامية، بالإضافة لتزوير التاريخ. بكل استفزاز تتعدى على العادات والتقاليد والانسان، في استعمار لا مثيل له في التاريخ. حاولت ايقاف صوت الاذان من المساجد فلم تفلح، وحاولت منع الصلاة في الاقصى فرابط الفلسطينيون في المسجد، واقفلت المعابر فلم تفلح في قتل الروح المؤمنة بالعقيدة كما حب الوطن.
إسرائيل تعلل أعمالها هذه بحجة أن طبلة المسحراتي وصوته يزعجان المواطنين اليهود. وبهذا تؤكد أنها ما زالت تبحث عن وسائل استفزازية لقتل الروح والجسد دون نجاح، وإن تمكنت من تقليل عدد العرب في القدس القديمة بشتى الطرق. غريب وعجيب تبرير إسرائيل لهذا العمل المشين، فهي خائفة على مشاعر اليهود واقلاق نومهم، ولا تتذكر الازعاج المستمر من الاحتلال، وبهذا تذكر العالم أن مكانهم ليس في القدس القديمة والجديدة ايضاً. لأنهم المعتدون، يسكنون في بيوت العرب المسروقة مثل بيت شارون الذي يستفز الناس في القدس العتيقة، وقد رفع العلم ليرفرف بوقاحة.إن اعتقال المسحراتية في رمضان ليدل أن اسرائيل ماضية في سياسة انتهجتها منذ انشائها في محاولات تطفيش العرب وابقاء القدس لهم، ولتكون عاصمة أبدية.
«المسحراتي « وطبلته وكلماته « اصح يا نايم. وحد الدايم.» جزء من الثقافة الاسلامية الرمضانية التراثية، التي كانت اجتماعياً وما زالت تسعد الكبار قبل الصغار والكل ينتظر المدفع الذي يسمعه الناس ليس في القدس، بل في القرى حول القدس وهم يؤدون إحدى الشعائر الدينية. ويتذكر اهل القدس رمضان قبل الاحتلال حيث كان االناس، ينتظرون هذا الشهر بشوق لما له من قدسية، يحمل التراث والعادات والتقاليد والروح المؤمنة بالسلم والامان، يتبادلون مع الجيران الطعام والشراب، ويتزاورون، ويكثرون من التعبد والصلاة في المسجد الاقصى الذي تخطط لهدم المسجد لاقامة الهيكل المزعوم الذي يبحثون عنه في الواقع والخزعبلات..
إنه من العار على إسرائيل وترمب الذي اعلن ان القدس عاصمة إسرائيل، الاستعمارية، لا يحترمون دين الاخرين وعقيدتهم وحقهم في ممارسته في وطنهم ويجب أن يخجلوا وهم يعملون على تهويد القدس على حساب المسلمين والمسيحيين العرب. اسرائيل بمعاملتها العرب بهذا الاسلوب يصرون أن يجعلوا من الفلسطينيين مواطنين من الدرجة الثانية بالقوة وبالتطهير العرقي الذي بدأوه عام 1948.
وإسرائيل بأعمالها العدائية المتواصلة، من مواصلة حصار غزة, وقتل المدنيين في شمال غزة المدنيين المطالبين بالعودة لديارهم، تعمل على تأجيج المزيد من الغضب، ومزيد من حرق الكاوتشوك، ومزيد من رفع الصوت، ولن يضيرهم اعتقال المسحراتية، وكتم صوتهم. «فالعنف الفلسطيني « لا يأتي من فراغ، فهو نتيجة السياسة الاستعمارية التي تجدد نفسها. ولعل العالم الذي بدأ يرفع صوته اليوم أكثرمن قبل يأتي بنتيجة لكتم صوت إسرائيل البشعة.