ليس غريباً أن تشطات إسرائيل غضباً وهي تنكل بالفلسطينيين المقاومين أينما وجدوا في أرضهم تحت الاحتلال. فسكان «الخان الاحمر» يضيفون لغضب إسرائيل كماً كبيراً من التوتر وكشف ما يعتقدون أن العالم لا يفهمه أو يراه وبقدر ما يتمسكون بالبقاء في أرضهم..
منطقة الخان الأحمر التي تعتبر بادية القدس، يسكنها بدو يعيشون على الزراعة والرعي، وهي إحدى التجمعات البدوية وعددها 46 تجمعاً فيها 7 آلاف فلسطيني.. ورغم وضعهم المعيشي الفقير وعدم الأمان تحت الاحتلال، والمستوطنات المحيطة بهم، إلا أنهم متمسكون بالمكان ومنشآت زراعية تملكها العائلات المتجاورة.
تجمع الخان الأحمر غاضب مقاوم متحدٍّ في وجه إسرائيل التي تقوم هذه الأيام بأسلوبها الاستعماري المعروف للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من أجل تسمين المستوطنات وتكثيفها في عملية تنفيذ «صفقة القرن». يستمرون في هذه القرصنة الجديدة ربط مستوطنة معليه أدوميم بمدينة القدس، «العاصمة الأبدية» الواسعة على حساب الفلسطينيين.
مقاومة هذا التجمع ونضاله يهدف للبقاء في أرضه يضيف لنماذج النضال الفلسطيني في غزة وكل مكان في الضفة الغربية كل احترام. سكان الخان الأحمر يحمون نمط حياتهم الريفية التي ورثوها عن الأجداد رغم قسوتها، ويقاومون من أجل مستقبلهم في دولة فلسطينية حرة. ورغم بؤس حياتهم فهم يدافعون عن مدرسة أولادهم التي تسمى «مدرسة الإطارات « التي يدعمها الاتحاد الأوروبي. ولعل فزعة الناشطين الأجانب لمساندة سكان الخان الأحمر، للتخلص من براثن العسكر، ما يؤكد أهمية أشكال النضال الفلسطيني والمشاركة الشعبية بالدفاع عن الأرض والصمود في وجه المحتل، وإيصال صوت المظلوم ليسمعه العالم.
فالمقاومة عادة تتم بأساليب مختلفة من النضال وتحد ي العدو، وقد اختار أهل الخان الأحمر المقاومة بالبقاء بالأرض والموت تحت عجلات الكرفانات التي ستقوم إسرائيل بزرعها على رائحة حريق بيوتهم المهلهلة، ليرى العالم جريمة جديدة ضد الإنسانية. ولعل العالم ينتبه أكثر للفصل القادم من عملية الإخلاء وطرد الناس من بيوتهم رغم تجميد الهدم مؤقتاً ولكي يتفهم العالم سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها إسرائيل وكما تؤكده اليوم بأعمالها هذه.
النضال المستمر، كما في كل فلسطين، ونماذج غزة والقدس والقرى والبلدات الفلسطينية المهجرة، تظل شاهداً ومحركاً للمقاومة الفلسطينية والنضال الشعبي الذي له أنصار في العالم وبخاصة عن معنى الدفاع عن الأرض والوطن. مقاومو «خرابيش « الخان الأحمر، صادقون و أصيلون في نضالهم لحماية الجذور للجيل الجديد من أولادهم الذين يدرسون في مدرسة الاطارات المؤقتة التي تعلمهم أن فلسطين وطنهم وأن فلسطين سترجع يوماً، وأنهم سيبنون مساكنهم بحجارة فلسطين الوردية ويزرعون أرضهم لتظل خضراء حرة تحت الشمس. ولقصة الخان الأحمر بقية، فلننتظر فصول صفقة العصر..!