لم أتمكّن من الفرجة فقط، وعدم إبداء رأي حول موضوع خطير، هو ما جرى في جامعة آل البيت من عبث يكشف الكثير عن المخفي. يدخل نفر من المعتدين على مكتب د. أستاذ أكاديميّ محترم، د. ضياء الدين عرفة وإجباره على ترك المكان في عملية احتجاج جديدة قديمة، يتجرأ.. وتأتي هذه العملية القبيحة في لجة النقاشات والآراء والمحاولات الجادة من رفع سويّة التعليم لجميع المستويات في الأردن من قبل المسؤولين والمتخصصين في التعليم والمناهج والإدارة، وعلماء الاجتما ع وعلماء النفس والمجتمع المدني أيضاً من أجل التغيير للأفضل.
وقد استبشرنا خيراً في المدة الأخيرة بوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب عندما نجح وزير التعليم السابق عمر الرزاز، رئيس الوزراء الحالي في خلق أمل لإمكانية التغيير للأفضل في العملية التعليمية، وهو ما يزال يعمل على ذلك، وكان التقدير موصولا لتعيين د. عادل الطويسي الذي يتحلى بكفاءة عالية ليكون في المكان المناسب و ليواصل العمل بمهنية عالية بالتعامل مع الجامعات الاردنية وما يخصها.
وكما نتذكر، فهذه الحادثة البشعة ليست جديدة، فقد عانت الجامعات في العقود الماضية من مشاكل تتعلق بالجهوية والاجتماعية، بالإضافة الى الاختلاف بالرأي والعقيدة والانتماء الحزبي أو عدمه. وقد خلقت هذه العوامل مشاكل عنف بين الأفراد والتجمعات رغم المحاولات لفهم التحديات والأسباب التي اعتقدنا أنها آخذة بالزوال تدريجياً.
من المؤسف أن تكون نظرة الموظفين والطلبة والمتعاونين معهم في هذه «الجريمة « عدم احترام رئيس الجامعة، وقائدها لمكانته العلمية والأدبية ومركزه الذي يعتبر في العالم كله له «حرمة «وتقديس، وله قوته المستمدة من القوانين التي تجعل منه شخصاً له» احترام خاص « من زملائه الأكادميين أو من المجتمع المدني ومؤسساته المختلفة. فهو مصون ومحميّ من القوانين التي وضعت لكي يقوم بعمله خير قيام، من أجل أن يرتقي بالجامعة لتحقيق أهدافها. ولعلهم لم يعرفوا العرف والتقاليد في مجتمعنا والدروس الأولى التي حفظناها عن ظهر قلب : « قم للمعلم وقفة التبجيلا، كاد المعلم أم يكون رسولا « و « من علمني حرفاً صرت له عبدا « للدلالة على التقدير والطاعة.
هذه الحادثة يجب أن لا توَلّد يأساً من إصلاح مشاكل قديمة / جديدة عالقة، فنحن نرى الكثيرين الذين يستهجنون ويحاربون مثل هذا التخلف الفكري والاجتماعي، وعليهم دور يلعبونه في تثقيف الابناء والارتقاء بهم الى شراكة حقيقية من أجل تقدم وتنمية متكاملة. فالمسؤولية تتحملها الاسرة والمدرسة والمجتمع. ولعلنا نصل يوما الى حل هذه المشاكل الكامنة التي تتربص بنا.!