ما يقوم به ترمب وصهره كوشنر بالنسبة لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية بأسلوب فج ضعيف رغم فداحة الآثار المترتبة علية، تجعلنا نتوقف لنقرأ التاريخ. فإذا ما عدنا للوراء قليلاً نرى أن سياسة الصهيونية العميقة ما زالت مستمرة بأساليب ومفردات عصرية جديدة تحمل الخرافات والعنصرية كما وضعت في فلسفتها.. في المؤتمر الصهيوني الاول 1897 الذي عقد في بازل برئاسة هيرتسل مؤسسها، وضعت أهداف طبقت في جلها وهي متجددة اليوم بعد أن وصلت أعلى مراحل الاستعمار. يحاول ترمب أمريكا وصهره كوشنر ونتنياهو وحزبه اليميني المتطرف تهويد فلسطين واقامة الدولة القومية اليهودية.


 في المؤتمر الصهيوني وضعت أهداف فتحت شهية الصهيونية لاستعمار فلسطين التي زعمت أنها « من غير شعب «، وستكون الصهيونية هامة « لترقية وتمدن من يعيشوا في أرض كلها مستنقعات « كما قالوا. كان من أهم  الاهداف، تشجيع الهجرة المنظمة على أوسع نطاق الى فلسطين. وقد تم ذلك بجميع الأساليب من سرقة الأرض وإقامة المستوطنات على حساب الشعب الفلسطيني، وكما هو مستمر لليوم. بالاضافة، الحصول على اعتراف دولي بشرعية الاستيطان اليهودي، وقد تم بواسطة القوانين الاسرائيلية المجحفة تحت الانتداب وقيام إسرائيل، وتجاوز ذلك اليوم ببناء الأسوار لفصل ما تبقى من الأراضي العربية، بل تصفية القضية الفلسطينية بكاملها وإنكارالتاريخ والجغرافيا وحق العودة الى وطن دمرته المطامع الاستعمارية والكيان الصهيوني.


 آخر المشاريع الجديدة « صفقة العصر» بقيادة كوشنر صهر الرئيس ترمب محب المال وسيد العنصرية يذكر بهدف هام لهم آنذاك هو، إنشاء منظمة دائمة توحد يهود العالم في خدمة القضية اليهودية. تم ذلك وكان الصندوق اليهودي، والمؤسسات اليهودية، في أوروبا وأمريكا الداعم الأول لجمع المال، وتعزيز خدمة يهود العالم ووضعهم في مراكز المال والقوة، وخاصة في أمريكا بالاضافة الى اللوبي اليهودي الذي يتحكم بالسياسة الامريكية. واليوم نرى ترمب قد وصل في غلوائه وحبه للمال وهو يتشدق بأقواله :» إن على العرب أن يدفعوا المال لأمريكا، بدل ما قامت به أمريكا من مساعدات في السابق لهم.. عليهم أن يدفعوا… «.


جرّاء هذه المستجدات بالنسبة للقضية الفلسطينية واللاعبين الجدد والقدامى، نجد أن ترمب الذي أوكل القضية» لصهره اليهودي من أجل احفاده اليهود « كما يتباهى في مناسبات عدة بهم، نرى أن العمل جار وحسب خطط صهيونية متجذرة للخلاص من الفلسطينيين وقضيتهم. ولعل ما قام به ترمب من خطوات غير إنسانية بحق اللاجئين الفلسطينيين من اقنطاع 300 مليون دولار من المساعدات الأمريكية التي تقدم (لمنظمة الأونروا ) لغوث اللاجئين لهو مثال واضح لهذه السياسة العنصرية المبيتة.


تقوم أمريكا بذلك وهي تدرك أن الاونروا التي تقدم المساعدات لـ5.3 مليون لاجئ فلسطيني، قد تخلصت من 113 موظفا في غزة لوحدها لأنها تعاني من نقص في الموازنة، وهي غير عابئة بمن يعانون من الفقر والبطالة والمهددون بالمزيد من سوء وضعهم المعيشي. كوشنر المرّفه صهر ترمب يحاول ايجاد حياة أكثر تعاسة للفلسطينيين في» صفقة العصر» القبيحة.


 إن محاولة تجويع الفلسطينيين، لكي يتنازلوا عن حقهم بالعودة لوطن حر خال من الاحتلال، وحقهم في رفض السياسات الاستعمارية الجديدة لن تنجح. لا تغيب هذه الصفقات عن الشعب الفلسطيني وهو مصر على  التمسك بالأرض ومواصلة قلع الاحتلال بكافة الوسائل. ولعل «الطيارات الورقية « على حدود غزة وصلابة المصلين في القدس لمواجهة الممارسات الإجرامية للمستوطنين والسلطات العسكرية الاسرائيلية هي الرد على المحاولات الصهيونية التي ما زالت جذورها الاستعمارية تعيق الحل السليم لإنهاء الاستعمار وعودة الأرض والقدس لتكون العاصمة للدولة الفلسطينية وليس العكس، فلن يستطيع كوشنر ولا ترمب تطبيق صفقاتهم لأن الشعب الفلسطيني ما زال غنيّا بصموده وكرامته وحلمه بالعودة لوطنه فلسطين!التعليق

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment