تقوم الماكنات الإعلامية المتجددة النشاطات والاهداف بمحاولة إيصال القصص للتأثير على المتلقي، بأساليب مباشرة وغير مباشرة ، وبموضوعية أو تحيّز. وفي خضم هذه النشاطات، نلاحظ غياب أو حضور أخبار إسرائيل « بكميات وأضواء « متفاوتة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.
إعلام إسرائيل بالطبع، يظل الأنشط في إبراز ما يتعلق بفلسطين، كونها مستمرة في تطبيق استراتيجيتها وسياستها الاستعمارية منذ مؤتمر بازل 1897، منتهزة كل الظروف للتسلل بالاخبار التي تراها مناسبة لها متجاهلة الحقائق والاعمال الوحشية ضد الفلسطينيين الضفة والغربية وقطاع غزة بشكل خاص. تقوم بذلك وهي ترى في أعمالها « دفاعاً «عن « دولتها « ضد المناضلين الفلسطينيين الذين يحاولون إيقاف هذا التمدد الاسرائيلي. ففي الاعلام الاسرائيلي مفاهيم خاصة لما تقوم به ضد الفلسطينيين بالقتل والابادة أو الأبعاد القسري، الى غير ذلك كما يأتي كل يوم في أخبارها ، متجاهلة معنى قلع الفلسطينيين من أرضهم كما هو الحال في ( الخان الاحمر) الذي ما يزال مشتعلاً لليوم، أو قتل الفلسطينيين بحجج متعددة منها حوادث ضد إطلاق النار على المواطنين بشكل مباشر كما الحادثة الاخيرة في مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة اليوم ، بالاضافة لقتل المناضلين في كل يوم ( الجمعة ) في غزة ، ليكون المادة الغزيرة للإعلام العالمي، وتشويه أهدافه النضالية، من قبل ماكنات إسرائيل الاعلامية اليهودية المنتشرة في العالم، وبخاصة الأمريكية.
إسرائيل تنتقي الأخبار، تبرز منها ما تشاء وتزور بعضها وتخفي ذكر ما يفضح سياستها العنصرية، ولعل سياستها المتواصلة لتعزيز دولتها القومية العنصرية التي أعلنت عنها دون خجل، قبل أشهر تسعى لإذابة الهوية الفلسطينية، بكل الطرق، محاولة إيقاف أي عمل نضاليّ للفلسطينيين المستمرين « بابداعها « عن إيمان وإصرار. ولعل عدم إبراز ما تقوم به إسرائيل اليوم من بناء « عائق الانفاق « على حدود غزة ما يشير الى فشلها في مواجهة النضال الفلسطيني.
وتشير المعلومات الصحفية وكما جاء في القناة العبرية العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن هناك حاجزاً تقوم إسرائيل ببنائه تحت الأرض منذ 2017 بايدي آلاف العمال الذين يعملون على مدار الساعة على طول 65 كيلو متراً . وهو من الحديد والإسمنت في عمل تكنولوجيّ ليكون» الوحيد من نوعه في العالم « كما يفاخر مسؤول في وزارة الأمن الاسرائيلية. والعمال من جنسيات مختلفة من مولدافيا، البرازيل، إسبانيا، إيطاليا وألمانيا، وعددهم 1200 عامل.
هذا الحائط الذي يبدو كأحد مشاهد الافلام الخيالية تنفق عليه إسرائيل مليارات الشواكل ، من أجل الكشف عن الأنفاق الفلسطينية التي تشكل القلق الدائم لإسرائيل لأنها لم تستطع حتى اليوم من قتل الأساليب النضالية رغم الحصار على غزة منذ سنين. ومثل هذا الخبر لم يسلط الإعلام الاسرائيلي الضوء عليه لأنه عمل يهدف لمنع الغذاء والحياة عن الصامدين ضد الاحتلال. فلا عجب أن الإعلام الإسرائيلي ما زال يعمل وفق استراتيجيته الصهيونية التي وضعت استراتيجية عنصرية كانت وما زالت تجددها الدولة اليهودية.في زمن الإعلام الجديد الذي تتلاعب به كما تريد علََها تزوّ المزيد من الحقائق التي تشير الى عقليتها الاستعمارية بامتياز.