لا يمضي وقت طويل دون استفزازات جديدة للمستوطنين باقتحام للمسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال، وتأتي هذه الاعمال الاستفزازية، بعد أن سمح نتنياهو للمستوطنين باقتحام الأقصى وكان آخرها بالأمس القريب، عدوان الاحتلال على عين اللوزة في بلدة سلوان الملاصقة لسور المسجد. ومن يراقب عن كثب لحجم الاعتقالات مؤخراً في أماكن متعددة في الاراضي المحتلة، منها مداهمة البيوت وهدمها والاعتداء على سكانها، بالاضافة الى اطلاق النار الحيّ على المزارعين في القرى في موسم قطف الزيتون، ليتأكد أن سلطة الاحتلال تنسق بإخلاص مع المستوطنيين في هذه الاعمال.
وفي هذا السياق، ولتعزيز اعمالها العدوانية تستمر إسرائيل بمواصلة عمالها الانتقامية على قطاع غزة المحاصر من سنين، علّها توقف دفاع غزة عن نفسها بالطرق التي تراها مناسبة في نضالها ومقاومتها المستمرة ضد العدو بالطائرات الورقية وسواد الاطارات المطاطية وغيرها. لقد أصبحت إسرائيل تخاف من» أسلحة غزة « التي استهانت بها في البداية. وقد ثبت اليوم أن هذا النوع من النضال وحجم الشهداء بالاضافة الى صواريخ غزة التي عبرت الى المستوطنات، وأصابت البيوت والمزارع والمركبات، ما جعل اسرائيل تتأكد من حجم الاضرار من طلبات التعويض للمستوطنين التي وصلت الى عشرات الملايين من الشيكلات في بعض المناطق التي يقدمها المستوطنون لدولتهم. ولعل هذا ما دعى نتنياهو وحكومته التأكد أن « عمليات الردع « التي خططت لها إسرائيل فاشلة لأنها لم تتمكن من» نقل الحرب الى أرض العدو « كما كلن هدفها.
وتواجه إسرائيل ونتنياهو اليوم أزمة سياسية، بسبب طرح أجراء الانتخابات الاسرائيلية، المبكرة واستقالة ليبرمان وأراء من لف لفهم، وكل يغني على ليلاه في صراع صهيوني، مكشوف ومضلل أيضاً. الاسرائيليون مضللون من استراتيجيات زعمائهم الخاطئة التي تاتي بشكل متكامل أو متنافر بحجة الدفاع عن الدولة التي لم تشعر بالامان منذ وجودها ومنذ أعلنوا أن القدس عاصمتهم الأبدية، بالاضافة لخطتهم تهويد فلسطين بكاملها كما هدفهم القديم الجديد.
إن سياسة إسرائيل المتواصلة بدفع المستوطنيين للاستفزازات والممارسات التعسفية بأساليب متعددة لن تجدي للقضاء على الأمل الفلسطيني الذي ما زال مشتعلا، وإن كان العرب اليوم غافلون عن القضية الفلسطينية و ليزيدوا من تمادي العدو في غلواه. إسرائيل ليس لها هدف جديد غير مواصلة السياسة الاستعمارية الجديدة / القديمة التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية في « صفقة القرن « وهم يحاولون تطبيقها بمشاركة الحليف الاستراتيجي أمريكا الغارقة في المشكلات المعقدة و المتوالدة ليس مع العرب فحسب، بل مع أوروبا في ظل المستجدات في السياسات العالمية المتصارعة على مصالحها…
وقد تسفر الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المرتقبة عن صحوة «عالمية « جديدة، توقف إسرائيل التي اصبحت تخترق الحدود في أساليب تطبيعية جديدة علّها تشعر بالامان وأمريكا تهرول لانشاء «امبراطورية المال والسلطة في منطقة الشرق الاوسط»، غافلة عن القوى الأخرى الواعية لما يجري من استعمار جديد.. يبدو فاشلاً منذ البداية..