بعد سياسة التطهير العرقي التي قامت بها إسرائيل عام 1948 وطرد أكثر من خمسين ألف لاجئ من ديارهم، يثبت الاحتلال سياسته المستمرة لليوم وهو عدم السماح للاجئين بالعودة لبيوتهم. تقوم إسرائيل المحتلة اليوم بتعزيز ابقاء المستوطنين في المستوطنات التي بنيت على الملكيات الخاصة للفلسطينيين وكما هو الحال في مستوطنة في شمال رام الله حيت أقيم عليها عدد من البيوت دون اعتبار لأية قوانين كالعادة. وما نراه يضاً هذه الايام تكثيف اقتحام المستوطنين ساحات المسجد الأقصى في عز النهار والمرشدون يشرحون للمستوطنين عن « الهيكل « المزعوم.
سياسة التطهير العرقي التي اعترف بها « المؤرخون الجدد « وكما ميرون بنفنيستي مؤلف كتاب ( المكان المقدس ) عام 2000 الذي وقع بين يدي ّ وهو يطل من بين كتبي التي اعود إليها من مدة لأخرى» كي لا ننسى «. في الكتاب وصف دقيق ومكثف عن دير ياسين بملابسهم المهلهلة ووضعهم النفسي المحزن والعصابات الصهيونية تطوف يهم في الحافلات ليذلهم اليهود ويبصقون عليهم، لهو أكبر عار على من يؤمن أو يؤيد هذا الكيان الوحشي المستمر بسياسته الوحشية. لقد سجل التاريخ قصص الفلسطينيين والفظائع التي ما تزال تذكر بعملية التطهير العرقي ضد الفلسطيننين لليوم.
قام اليهود الاشكناز سكان المستعمرات القديمة اثناء النكبة، بالتنافس على نهب البيوت العربية ومحتوياتها، بالاضافة لم يسمح للعرب الذين بقوا تحت الاحتلال الاسرائيلي أن يعودوا لبيوتهم التي يسكنها اليهود. ولعل حلم العرب الذين كانوا يرون بيوتهم عن قرب، ما رفع وحشية المستوطنين من العودة اليها. احتل الصهاينة الاراضي القروية الزراعية والتي أصدرت اسرائيل قوانين لحماية المستوطنين من اللاجئين الذين سرقت اراضيهم عنوة. اصدرت اسرائيل ما يسمى بقانون « الغائبين « بما فيهم من العرب الذين ظلوا تحت الاحتلال البغيض الذي يفرق بعنصرية واضحة بينهم وبين المحتل رغم أنهم يحملون الجنسية الاسرائيلية. ولعل الاستيلاء على الارض بشتى الوسائل ووضع قوانينهم الجائرة الاستيلاء على الارض الزراعية التي لم تفلح لمدة ثلاث سنوات، ما يدل على تصميم إسرائيل للاستيلاء على كل الاراضي الفلسطينية التي يمنعون أهلها العودة إليها لليوم ومن كل الاكاذيب التي يعرقلون بها حق العودة..
إن شبح الفلسطيني النشيط في زراعة أرضه التي عمرها منذ الاف السنين، بالاضافة لشبح الثقافة والتاريخ الحضارة العربية والتراث المادي وغير المادي، ما يخيف إسرائيل، ولذلك فقد قامت بإزالة المعالم العمرانية والدينية والجوامع والمقابر لانكار التاريخ والتراث الفلسطيني. وهم لليوم ينشطون بتزوير التاريخ ويقومون بتغيير المعالم لطمسها من الذاكرة الفردية والجمعية. وهناك العديد من الامثلة التي تشير الى هذه الخطة التي رسمت بتأن من أجل احتلال دائم.
أزالت اسرائيل أكثر من اربعمائة قرية، دمر بعضها بشكل كامل، وأخرى يسكنها اليهود، ولعل أبشعها، عندما يحاول الفلسطيني الذي يقوم بالبحث عن البيت والمعالم التي كانت حوله في « قريته التي كانت «. أنها مشاعر أكثر من غضب وحقد، وأكثر من واقع لا يزال مرفوضاً لليوم، كما رفض لكل سياسة يحاولون فرضها دون نجاح. ما تقوم به إسرائيل، من مواصلة سياستها الوحشية لتحقيق هدفها في عمليات تطهير عرقي، لن تنجح، وسيظل شبح المآسي التي سببها ويسببها التغول الاسرائيلي، غير فاعلة وكما يثبت ما سجله التاريخ وما يسجله الواقع المعاش، أن فلسطين لن تموت ولن تندثر كما هي مخططات الجلاد…وإلى أن يتسيقظ العرب في صحوة يعملون على ايجادها في أمل متواصل….