ليس هناك مفاجأة بالنسبة للقضية الفلسطينية، نتنياهو لا تسعه الدنيا هذه الأيام، يتشدق ويلملم نفسه بغرور بشع بعد نجاحه ليعود لسياسته الاستعمارية العنصرية. أول عمل سيقوم به وكما وعد من انتخبوه، هو ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية، أو بشكل محدد سرقة المزيد من أراضي الضفة الغربية المحتلة. سيقوم بتنفيذ خطته للاستحواذ على 42 % من أراضي الضفة، أي فرض السيادة على المستوطنات التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 600 ألف مستوطن. تهدف هذه الخطوة بشكل مقصود لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، على حدود الأراضي 1967. بالإضافة الى ذلك للاستمرار بتقطيع أوصال الفلسطينيين جغرافيًا وسياسيًّا. نتنياهو بصراحة يحاول أيضاً تجريد الأردن من الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس، والمرفوضة بحزم من المسلميين والمسيحيين وتمسك الفلسطينيين والأردنيين بهذا الحق بعد أن أصبحت «صفقة العصر» واضحة للعيان ففيها ما تريد وترضي إسرائيل وأمريكا التي تخادع بتسميات متعددة لحل القضية على حساب الفلسطينيين..


سياسة نتنياهو اليمينية المتطرفة المعلنة، لن تجلب السلام ولن تعمل على حل القضية الفلسطينية «حلاً عادلا» فإسرائيل باحتلالها وتحيز أمريكا لنتنياهو ليظل يعمل ليلاً ونهاراً لتنفيذ سياسة التطبيع والتهويد، ووضع القوانين العنصرية و» القومية اليهودية «. السياسة الاستعمار القديمة» فرق تسد «بين العرب سراً وعلناً اصبحت مكشوفة وفاشلة أيضاً،فإسرائيل دولة غير شرعية، بل مارقة اقتلعت شعباً كاملا من أرضه التاريخية وجذوره التي تحمل الهوية الفلسطينية العربية. ويبدو واضحاً بعد كل هذه العقود أن قول جولدا مئير المشهور.. أن الجيل الجديد سينسى الأرض والوطن، قول فاشل بعد أن تبينت سياسة الحركة الصهيونية المرسومة كانت وما زالت عملية تطهير عرقي وكما كشف إيلان بابيه المؤرخ اليهودي الشجاع وغيره من المؤرخين الجدد. فإسرائيل ما تزال تقتل الأطفال، وتسجنهم مع المناضلين من النساء والرجال علّهم يتنازلون عن حق العودة لفلسطين وطنهم الأصلي منذ آلاف السنين..


نتنياهو بعنجهيته، أصبح أكثر غروراً وثقة بنفسه وسياسته رغم معرفته أنها لن تنجح على المدى الطويل، فالجيل الفلسطيني الجديد يقف له بالمرصاد مقدماً الشهداء كدليل على الانتماء لأرض فلسطين التي لا يرضون بتقسيمها أو تبديلها باية أراض أخرى. وفي السياق، فخطة نتنياهو لن تتعارض مع خطة ترمب المسماة « صفقة العصر « التي يتلاعب بها الرئيس الأمريكي و يرى فيها حلاً» مرضياً للطرفين « وهي بالطبع لم ولن ترضي الفلسطينيين. « والعرب الشرفاء « لأنها لن تجلب السلام للشرق الأوسط ولن تحل القضية الفلسطينية. أصبحت الحلول المراوغة لعبتهم، يتسلون بها، من « تهميش، أو تلميع « وكما يرونه مناسباً في خضم سياسة ترمب، المنافية لكل القوانين الدولية، وحقوق الانسان، لانها مبنية على العنصرية وإنكار الحق الذي أقرته الأمم المتحدة عبر السنين. واهمها قرار مجلس الأمن رقم (2334)لعام 2016.


لم ييأس الفلسطينيون، لأن أحلام أحفادهم في الداخل والشتات، ما زالت حيّة وهم يحييون القضية بوسائل النضال المشروع، وسيظل حبهم لفلسطين كما كرههم للعدو ورفضه له مشتعلاً كما يتبين من عمل المخلصين الذين يضحون بأرواحهم وليس بالقول فقط، فكيف لو حُلت خلافات الكبارمن أجل تحقيق الهدف لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس… فهل ستنجح ؟ نعم أقول» لليائسين « ستنجح وقد تبينت ألاعيب أمريكا وإسرائيل وهي الإصرار على عدم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. بالإضافة لحق العودة للفلسطينيين الذين سرقت أرضهم بوحشية مستمرة.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment