يأتي إطلاق الاستراتيجية الوطنية للشباب 2019 -2025 متزامنة مع التركيز على التعليم في الأردن، المثير للجدل في الايام الماضية ليصبح الأهم للناس من نقد وتحليل، وطموحات لتعليم أفضل . وبقراءة «الاستراتيجية للشباب « نرى أنها تحمل أهدافاً جديدة قديمة، تلح لتطبيقها، وبخاصة أنها تشير الى حاجتنا الماسة للتطبيق والتقويم من مدة لأخرى .


الهدف الرئيس للاستراتيجية للشباب يركز على انتاج» شاب – من الذكور والاناث» يحمل الهوية والانتماء وهو مسلح بالتعليم واستعمال وسائل العصر التكنولوجية وملتزم بالقوانين والحقوق والواجبات في بيئة صحية تمكنه من المشاركة في عملية التنمية الثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية لبناء» الوطن «الذي نريد لحياة أفضل .


محور هام في الاستراتيجية ، «الريادة والقدرة على القيادة «. ولعل حماسة الشباب أو الجيل الجديد تبدو واضحة وهم يتنافسون للوصول اليها قبل المرور بتجارب معيشية واقعية تؤهلهم لذلك . فقد أصبح تحقيق الشعارات للمشاريع المتنوعة مسألة منافسة على المستوى المؤسسات الرسمية وغير الرسمية . الكل يركض، والكل يتنافس تنافساً غير مبرر والكل يغتنم الفرص أو يقلد الآخرين من أجل الوصول فقط .

المشكلة الآخذة بالتزايد بين الكثيرين،هي نتيجة عدم فهم العمل المتكامل الشبابي وغير الشبابي لآليات التتطور والتغير هو، التواصل السليم بين البيت والمجتمع، والمدارس منذ المراحل الأولى وحتى الجامعية وما بعدها . أصبح التعليم التكنولوجي هو المدخل الأساس لكل عمل ولكل ممارسة ولكل مبادرة وكأنه السحر، متجاوزاً الثوابت الإنسانية بما فيها القيم الضرورية لتشكيل الإنسان السوي من صدق وأمانة وعدالة وانتماء من أجل مواطنة صالحة .


 ما يجري من انتقادات سلبية أو إيجابية حول وضع الشباب بشكل عام وإعداده لليوم والمستقبل ضروري، من أجل إصلاح الاخطاء المتراكمة . لا شك أن العملية التعليمية تحتاج للتقويم وإعادة وضع المناهج التعليمية والتربية والاجتماعية، بشكل يربط الشباب بالواقع ومتطلبات العصر» التكنولوجية « لبناء القدرات للمشاركة في اقامة برامج مجتمعية واقعية تعمل على تحفيز المبادرات والقيادة والمنافسة المشروعة .


   وبالعودة لمشاكل الجامعات المتداولة اليوم، وبخاصة أنها اصبحت معروفة منذ عقدين من الزمن، كثر فيها قول الناس» ساق الله على أيام زمان « والحنين لأيام ومدارس وعلاقات الناس مع بعض . بالإضافة لاسترجاع جهود رموز كانت شابة وطموحة ونشيطة وقيادية، رغم عدم توفر أدوات التكنولوجيا وغيرها من أدوات العصر الضرورية للتطور . ولعل السرعة التي يقوم بها الشباب والشيوخ وحتى الأطفال للحاق بما يجري في العالم وتقليده، ما جعل الكثيرين بختصرون الطريق بمبادرات بعضها لم تكن المناسبة، ولا تحقق الأحلام للجميع، ولعل الطريق الاقصر يكون بالبحث عن المتفوقين من أصحاب الفكر الإبداعي ليكونوا القادة للتعليم والتدريب من أجل تمكين الشباب ليصبحوا قادة عن جدارة وليس بالتسمية فقط . المبادرات المناسبة لكل مرحلة من العمر، بدعم مدروس في ظل هذا العالم سريع التغير، هو الطريق الأفضل لجيل يواكب العالم، ويحافظ على الموروث الحضاري والهوية.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment