رغم عظمة أمريكا التي يصفها رئيسها ترمب « أكبر وأعظم دولة في العالم « يكشف الرئيس المعجب بنفسه عن نفسية تحمل الغرور والكراهية لمن لا يؤيد سياسته الداخلية والخارجية ويراه غير مناسب أن يكون رئيساً لأعظم دولة في العالم.. الرئيس المغرور، يناقض نفسه ويتخبط بسياسته التي تبدو واضحة في خطابه السياسي المحلي والعالمي. ظهر هذا في معركة جديدة بينه وبين أربعة نساء أمريكيات في الكونجرس الأمريكي وصلن بعد انتخابات ديمقراطية.


 طار عقل ترمب عندما تبين أن الأمريكيات الشابات المؤهلات للعمل من أجل الصالح العام، هن من أصول « أجنبية « بينهن أول نائبة في الكنجرس من أصول فلسطينية هي رشيدة طليب . وتساءل بعصبية وهو يغرد أو يتهجم على النائبات الديمقراطيات، « لماذا لا يعدن الى تلك المناطق الفاشلة التي تنتشر فيها الجرائم من حيث اتين للمساهمة في اصلاحها ؟ «. الرد غير المناسب لرئيس أعظم دولة في العالم جاء كقول قزم لنساء ملتزمات بالعمل يعبرن عن صوت من انتخبهن، بالاضافة لمن يؤمن بحقوق الإنسان وكرامتة..


أوافق ترمب قوله :» هذه المناطق بحاجة فعلا لمساعدتكن عليكن الذهاب بسرعة الى هناك.. «. نعم فلا شك أن بلاد اجدادهن بحاجة لكل إنسان شريف غير مستعمر ولا متكبر ولا محتل لأراضي الغير، كما هي إسرائيل» حبيبة قلب ترمب « التي سرقت أراضي الفلسطينيين وهدمت وما زالت تهدم بيوتهم وتأسر شبابهم الذين يرفعون الصوت للمساعدة. وها أنت يا « اعظم رئيس في العالم « تقف حجر عثرة في طريق عمل أجداد رشيدة طليب الامريكية- من جذور فلسطينية- للبقاء في وطنهم و تقوم بالانتقام منها ومن النائبات الأخريات، إحداهن من أصول صومالية مسلمة، بالاضافة لنائبتين لهن جذور سوداء لأنهن يقلن الحقيقة..


نسي ترمب» صفقة القرن» التي يطبقها اليوم بالسر والعلن لتهجير المزيد من الفلسطينيين وتهويد ما تبقى من دورهم وأراضيهم وأراضي أجدادهم التي حرروها من الاستعمار من أجل وطن مستقل عاصمته القدس. ينسى ترمب وهو يطرد النساء البرلمانيا ت، ويحرض على الكره أنه أتى للقدس مع ابنته وزوجها اليهودي ليعزز الوجود الاجنبي الصهيوني المحتل بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب للقدس , ونسى أن الذي يثير المشاكل في العالم وهو يحاول الاستيلاء على البترول والغاز وكل غال وثمين، يسرقه من أجل ابقائه رئيساً لأعظم دولة. نعم العالم بحاجة للنساء والرجال من جميع الأصول لمساعدة الشعوب المقهورة والفقيرة والمحكومة من أجل الاستقرار والأمان والحياة الأفضل.، وهناك الكثيرون الذين يتحلون بالخلق والانسانية في الولايات المتحدة، عرفنا بعضهم وقد تعلمنا على أيدي الحكماء منهم، كما علم علماؤنا ابناءهم.


هذا الإصرار من ترمب للمضي في سياسته العنصرية، لن تمر ببساطة، فقد فنح الانتقادات عليى سياسته المتهورة، ولا أقول هذا فقط دفاعاً عن» النساء «، أو «ظاهرة كره الأجانب في أمريكا «، لا، فترمب عنصري ومتحيز بامتياز لمصالحه الشخصية. فالعالم المتحضر الذي يسعى لتطبيق الحرية والديمقراطية عليه أن لا يدافع عن إسرائيل ويعزز سياسة دولة مارقة وفاشلة وعنصرية. ولعل ترمب المحب لإسرائيل قد « فشّ غُله « بالنساء لأن الهان عمر ورشيدة طليب قد تناولتا الدولة العبرية مؤخراً.


انتقادات مبكرة أعلنت من قادة يؤمنون بالحرية والديمقراطية والتعددية، جاءت من أوروبا وكندا، بالإضاقة لرموز في الحزب الجمهوري الذي ينتمي له والحزب الديمقراطي . وقد وصف الكثيرون ترمب بالعنصري، مستشهدين بوصفه دولا إفريقية عام 2018 بأنها « قذرة « بالإضافة، فهو يصف الهجرة لأمريكا أنها « غزو «. وفي هذه المناسبة أحيّ النساء الأربع البرلمانيات في أمريكا على الجرأة والدفاع عن حقوق الانسان، وأوجه كل التقدير لرشيدة طليب من أصول فلسطينية، أفاخر بها وقد لبست الثوب الفلسطيني المطرز بأنامل جدات الجدات لتطل على العالم وهي تقسم أنها مخلصة لأمريكا ولكنها أيضاً مع الحق والعدالة ومع القضية الفلسطينية وضد سياسة ترمب العنصرية المنتحيزة لإسرائيل.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment