ليس غريباً أن تقوم إسرائيل بوقاحة، بافتتاح نفق في حيّ وادي حلوة في سلوان جنوب المسجد الاقصى، ذلك لأنها لم تتوقف يوما عن عمليات الحفر وسرقة ما تحت وما يحيط بالأقصى، فهذا المكان الإسلامي المقدس، كان وما زال هدفها وأساس استراتيجياتها الاستعمارية لهدمه. ولا ترى إسرائيل دولتها مكتملة إلا بعد تحقيق حلمها بتهويد القدس تمهيدا لهدم المسجد الاقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم.

 قبل يومين افتتحت إسرائيل نفقاً في سلوان اطلقت علية اسم « طريق الحجاج « للايحاء أنه طريق تاريخي لهم، حفرته أسفل منازل الفلسطينيين وشوارعها ومنشآتها خلال السنين الماضية في سلوان من أجل إكمال مخططاتها لتزوير التاريخ ونسج الترهات، للمضي في تهويد القدس وضمها لمستوطناتها لتعزيز احتلالها وتهويد القدس بكاملها. إسرائيل تقوم بذلك غير عابئة بالقرارات الشرعية التي تعتبر القدس الشرقية مدينة تحت الاحتلال منذ 1967 وكما في قرارات اليونسكو التي تنتهكها إسرائيل بتغيير هوية المدينة العربية الاسلامية.

 ما يزيد العملية الاستعمارية قبحاً هو مشاركة ومباركة الولايات المتحدة بهذا الاستخفاف بالعرب وتاريخهم وواقعهم. شهد سفير أمريكا في إسرائيل فريدمان على خرافات يريدونها أن تكون جزءاً من تاريخ كاذب، عندما شارك في افتتاح النفق بوقاحة وأمام العالم غير عابئ بخرق المواثيق الدولية؛ وبهذا فهو يعزز اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. أمريكا لم تكتف بنقل سفارتها للقدس بل قامت بتشجيع دول أخرى للاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ومواصلة استفزاز الفلسطينيين والتلاعب والمراوغة مدعية أنها تريد السلام.

افتتاح النفق لم يأت صدفة في هذا الوقت، بل خططت له مع أمريكا متزامناٍ مع نشاطاتها السياسية الأخرى مثل التطبيع مع بعض الدول العربية، رغم فشل ورشة البحرين، حيث حاولت تحويل القضية الفلسطينية الى قضية اقتصادية سميت «بصفقة العصر» معتقدة أنه يمكن شراء فلسطين والفلسطينيين وتوطينهم أينما وجدوا مقابل المال.

وفي هذا السياق، اسرائيل ماضية بتنفيذ استراتيجيتها الصهيونية، وتعيد للذاكرة دور مال روتشيلد في دعم الحركة الصهيونية في القرن الماضي وجلب اليهود لفلسطين لاقامة وطن قومي على حساب أصحاب الأرض الاصليين. تقوم «منظمات الهيكل « اليوم بحملة جمع تبرعات لاقامة المشاريع الاستيطانية التهويدية داخل المدينة القديمة وبناء كنس في ساحات المسجد الاقصى لتحقيق مخططاتها بهدم المسجد الاقصى وإقامة « الهيكل «. قامت بتشجيع ودعم تأسيس جمعية عام 1913 من عدد من الحاخامات، الذين ينشطون بشكل متواصل في اقتحام ساحات الحرم، تمهيداً وإعداداً لبناء الهيكل المزعوم.

 سياسة إسرائيل الاستيطانية المكثفة التي تقوم بها تسعى لبناء 2000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ولعل دعم أمريكا ونشاطات سفيرها فريدمان ما يؤكد ويعزز سياسة ترمب الاستعمارية العنصرية المنحازة لإسرائيل؛ فافتتاح النفق اليهودي علناً وفي هذه المرحلة من التغول الأسرائيلي الامريكي لن تنجح، وإن تحالفت مع المتطاولين على حق الفلسطينيين بالعودة وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. نعم يبنون المزيد من المستوطنات ويقتلون بوحشية، إلا أن الأسرى يزدادون والشهداء يعاهدون أن يفشلوا خرافات إسرائيل وكشف أكاذيبهم وأعمالهم الاستعمارية المستمرة…. !

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment