الأحداث التي يتداولها الناس في مجتمع اليوم على اختلاف أنواعها تشير الى أهمية الرأي والتفاعل بين الافراد والجماعات سواء أكانت فردية أو جمعية. تتقاطع الموضوعات مع بعض من سياسية وثقافية بعضها تتزاحم كظواهرتشغل الناس وبعضها تختفي دون أثر كبير. موضوع الشباب وتصرفاتهم ورغبتهم بالسير للأمام، أصبحت على أجندة المخططين وظهرت في عمان في العقدين الأخيرين بفعل برامج خاصة تتعلق بتنمية المواهب والقدرات التعليمية و الثقافية والاجتماعية.


 من البرامج الهادفة مبادرات وأعمال قد تساعد التغلب على» ثقافة العيب « ، والتي ترى في بعض المهن نظرة دونية. اهتمت المؤسسات بالتدريب المهني وتشجيع الاقبال عليه من أجل ضمان عمل يعتاش منه الفرد في مجتمع عمان المتسارع للحاق بما يجري في العالم المفتوح. وفي نقاشات متنوعة مع عدد من أبناء وبنات صديقاتي واحفادهن من الجيل الجديد، ما كشف لي نوعاً من الضياع يعيشه الجيل الجديد.


يتخيل أحمد أن زمن» شباب الأمس « كان أحسن منه اليوم، لكثرة ما يسمعه من أمه وأبيه عن «الزمن الجميل « الذي عاشوه في البيت والمدرسة والشارع. ويقول أسامة : « لا استطيع مناقشة أبي في أمور كثيرة رغم ما يدعيه أنه من الجيل الحداثي. وتقول ختام، « أمي تراقبني أيمنا ذهبت وأشعر أنها متسلطة لأ تؤمن بالحرية الاجتماعية، وخاصة أنها تمنعني من تدخين الأرجيلة والذهاب للمقاهي مع صديقاتي «. وتشكو فاتنة من عدم قبول أخيها الكبير» مرافقة الأصدقاء في حفلات خاصة «. ويتذمر حسن من تدخل والده في حياته الخاصة، و يثيره عندما يصفق بيديه وهو يقول «الدنيا تغيرت شو هالجيل الغريب الذي لا نلتقي معه في الافكار والتصرفات».


ولعل بعض التصرفات كانت وما زالت تؤرق العائلات والمؤسسات التعليمية والثقافية المؤسسات المعنية بتربية الأطفال والشباب. من هذه التصرفات التنمر وعدم احترام الكبير والمعلم والعامل والانسان في كل مواقعه الاجتماعية والحياتية والتي يخرج فيها الفرد والجماعة عن مفهوم الأدب المطلوب والمتعارف عليه من الأجيال المتعاقبة.


 بعض الملاحظات والآراء  كانت تضع اللوم على«الامهات والعائلة» وقصور التربية الصحيحة. وبدوري أتذكر كيف كانت امهات أيام زمان البسيطات يعاقبن أولادهن وبناتهن بوضع «الفلفل الحار»في فم من يتلفظ بكلمة نابية مثل«سب الأب»أو اية كلمة \ تدل على«قلة الأدب». بالإضافة كان للمدرسة والمعلم والمسؤول دور مقدس لتعليم الأدب والثقافة المجتمعية ، فهي إحدى الامكنة التي تصنع» الشباب المؤدب « المتمكن علمياً، في مجتمع صحيّ. ولعل التكنولوجيا ووسائل الاتصال التي أصبحت» نقمة ونعمة « في نفس الوقت لها دور بالتأثير على الالفاظ والتصرفات وعلى سرعة التقليد دون تمحيص.


الزمن الجديد الذي نريده،هو المستقبل الصحي للشباب الذي يعبرعن آرائه بحرية وفردية يلتقي بها مع الجماعة وإن اختلفوا في الرأي. فللعائلات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية دور في تعليم الأدب،والاخلاق الحميدة بطريقة مباشرة وغير مباشرة لتكون « أسلوب حياة «صحية مهذبة لا تتعارض مع العادات والتقاليد الحداثية التي فيها الأدب وقلة الأدب..!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment