فريدمان السفير الأمريكي في دولة الاحتلال لم يخجل، أن يرفع صوته مستفزاً الفلسطينيين بتصريحاته التي تعزز سياسة إسرائيل الاستعمارية بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لإسرائيل ويعتبرها حقاً من حقوق إسرائيل. التصريحات واضحة،فهو ينوب عن إسرائيل في سياستها الفاشلة والمكملة لسياسة أمريكا في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية. وكانت ( صفقة القرن) التي هندستها أمريكا وإسرائيل برئاسة صهر ترمب ومستشاره كوشنر تراوح مكانها منذ نحو سنتين وتشي بأنها فشلت وإن كانت المحاولات بأسماء جديدة.
تصريحات فريدمان في بداية «جولة جديدة « تبدو وكأنها بالون اختبار يرسله للعالم نيابة عن ترمب المتحيز لنتنياهو بشكل خاص من أجل انجاحه في الانتخابات. فالجولة الاستعمارية الجديدة لصفقة العصر هزيلة وواضحة، ولم تنطلِ على أحد.
فريدمان السفير الأمريكي، والمحب للمستوطنات والمستوطنيين، هو من شجع ترمب وعزز ولاءه لإسرائيل بنقل السفارة من تل أبيب للقدس. اليوم يحاول من جديد بنفس السياسة الاستعمارية دعم المستوطنات العنصرية لكي تلتهم الاراضي الفلسطينية محاولاً تزوير التاريخ والجغرافيا لفلسطين العربية. والمضحك أنه «يفاصل « مثل ترمب التاجر وهو يقول « لا شك أن إسرائيل تستحق الاحتفاظ بقسم من الضفة الغربية «. يتجاهل فريدمان قرارات الأمم المتحدة ومنها قرار 2334 عام 2016 الذي ينص بأن المستوطنات هي خرق للقانون الدولي.
الاستفزاز الجديد لم يسكت عنه الفلسطينون لخطورته على بقية الاراضي الفلسطينية وعلى القضية الفلسطينية برمتها، لأن المستعمر يحاول ضم أراضي الضفة الغربية وزيادة معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. سيا سة ترمب لجني الأموال وتوفيرها لإسرائيل لبناء المستوطنات أو تسمينها لم تنطلي على أحد وبخاصة وأمريكا تقطع المساعدات للأنروا المعنية بمساعدة الفلسطينيين. فريدمان يهدف لرفاه المستوطنين من أجل خداع الإسرائيليين أنفسهم أن اسرائيل توفر لهم «اللبن والعسل « في دولة مستقرة اقتصادياً. وبالمقابل،فهي تعمل بالعقلية العنصرية المريضة للحكم على الفلسطينيين أنهم غير قادرين على إقامة دولة مستقلة حرة على أرضها التاريخية يحكمون أنفسهم بأ نفسهم. ويتناسى فريدمان وترمب تاريخ الفلسطينيين الاجتماعي والثقافي والتعليمي والسياسي والاقتصادي الذي صنعوه بأنفسهم تحت ظروف استعمارية قاسية في تاريخهم النضالي المستمر.
نعم لنية الفلسطينيين أخذ فريدمان للمحكمة الجنائية الدولية، فقد تبين بوضوح، بأنه مستوطن متنكر بلباس سفير ديبلوماسي، يبحث لأمريكا عن تعزيز دور جديد في منطقة الشرق الأوسط بعد ما همش الفلسطينيون دور ترمب بالنسبة لقضيتهم. ويكفي أن يتأمل العالم سياسة إسرائيل العنصرية ومعاناة الفلسطينيين من المؤامرات المستمرة وإن كانت تأت بأسماء وعناوين متعددة. نعم لمواصلة النضال الفلسطيني بكل الاساليب لقطع دابر هذه العنجهية الكولونيالية العنصرية فالفلسطيني يعمل على إقامة دولة حرة قوية، فهو لم ينس حق العودة ولم ينس الأرض ولا الدور المهجرة ولا البيوت التي دفنها المستوطنون تحت مستعمراتهم غير الشرعية، وستفشل الدولة العنصرية كما صفقة العصر اليوم وغدا.