تحت سمع وبصر العالم المتحضر وغير المتحضر تقوم إسرائيل بمواصلة تنفيذ المخطط الاستعماري بجهد مكشوف ومخفي وإن تغير إسم المشروع من االشرق الأوسط الصغير للكبير أو (صفقة العصر) التي نضجت في زمن كوشنر وترمب ونتنياهو. يؤكد ذلك، ما رأيناه في اليومين الأخيرين من الجرافات القبيحة التي تهجم على 13 وحدة سكنية في صور باهرفي الضفة الغربية، لتهجر الناس من دورهم وتزلزل حياتهم..


سياسية إسرائيل الاستعمارية والكيدية تطبق على نار باردة وحامية، وحسب توقيت تنتقيه تنفذ ما يعزز سياستها العنصرية الصهيونية التي تهدف الى التطهير العرقي بشكل كامل. قامت إسرائيل في الأيام الماضية، بالاعتداء على الفلسطينيين وهدم بيوته التي تقع في الضفة الغربية، أي تحت السلطة الفلسطينية التي مهما نددت ورفعت الصوت، فلا مجيب لها. ما يزيد الموضوع بشاعة، أن إسرائيل، بعملها المسعور تقوم على استفزاز الفلسطينيين أينما كانوا، عن بعد وقرب، وهم يستمعون « للمطبعين الجدد « الذين صنعتهم إسرائيل ومسحتهم أدمغتهم بحيث أصبحوا لا يرون جرائم إسرائيل، ولا يسمعون صوت اليات الهدم والقتل والتشريد، لأنهم فقدوا مشاعرهم وانتمائهم العربي مع الأسف.


تطبل وتزمر منذ أيام» لوفد إعلامي» دعته لزيارة إسرائيل تزامن مع الحملة المسعورة لتزيد المعاناة والتشريد. نسمع و نشاهد إعلاميين مطبعين يوجهون الشتائم للفلسطينيين، واستفزاز الشرفاء وأحدهم نكرة وقذر يعبر عن محبته لإسرائيل وبوقاحة يزور القدس والحرم الشريف بحراسة إسرائيلية مستفزا أهل القدس الذين رشقوه بالقاذورات» والصرامي « لأنه مطبع خائن. إسرائيل بدعوتها للصحافيين بشكل خاص للترويج للتطبيع وتشجيعه العلني بعدما كان سراً، بالاضافة للتحريض على من يرفض التطبيع هو ما تهدف إليه.

إن مشاركة عدد من الصحافيين العرب،للقيام بالترويج للتطبيع، هو شئ مخزٍ وعار لمن يقوم به، سواء أكانوا أفراداً أم باذن من مؤسسات ودول. ولعل إسرائيل سيدة الإعلام والترويج والكذب واتقان عمليات الخداع والتسويف، لم تدرك بعد هذه السنين الطويلة من الاحتلال، أن مثل هذه المارسات لن تفيدها لتحقيق الهدف المرجو. فرفض التطبيع ونشاطات الافراد والمؤسسات الفلسطينية في مواجهة التطبيع في الداخل والخارج ونجاح بعضها ما يجعل إسرائيل تتخبط وتقدم على مثل هذه النشاطات التي تزيد كره المحتل وتفضح من يقوم بها.


تتجاهل إسرائيل، استنكار جهات عربية متعددة من رفض وخيانة المطبعين، هناك أصوات عالية في البلدان العربية، تندد مع الفلسطينيين بالتطبيع رغم وجود أبواق لإسرائيل في الزوايا المظلمة . وفي الأردن، رفعت( نقابة الصحافيين الأردنيين) مشكورة، الصوت عالياً، رافضة التطبيع، ومحذرة بمعاقبة من يشارك في الوفد المضلل،أو يقوم بنشاط تطبيعي. مثل هذا القرار، هو تأكيد على وعي ومسؤولية الصحفي ودوره الوطني لمواصلة التمسك بعدالة القضية الفلسطينية التي ما زالت الصهيونية وأذرعها تتلاعب بها علّها تُنسى أو تذوب مع تطبيق ( صفقة العصر ).. نعم يجب معاقبة كل من يقبل دعوة العدو الإسرائيلي على المستوى الشعبي أو الرسمي، ومن يجاهر بالآراء المسمومة والألفاظ النابية ضد الفلسطينيين المتمسكين بأرضهم وبيوتهم وحقهم بالعودة.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment