بلهجته الاستعلائية الاستفزازية المعروفة يواصل نتنياهو سياسة التطهير العرقي ومحو أثر الفلسطينيين من أرضهم، كما هدفه المعلن وغير المعلن. ولعل اقتحام وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان بالأمس القريب، للحرم الإبراهيمي الشريف برفقة عدد من المستوطنين المتطرفين وإقامة شعائر تلمودية في أرجائه هو مؤشر مكرر لسياستهم الاستيطانية. فالاقتحام الاستفزازي هو جزء من خططهم المرسومة والمتكاملة في فلسطين التاريخية.
ما تقوم به إسرائيل في المدة الأخيرة ونتنياهو يستعد للانتخابات، بتكثيف المستوطنات في كل مكان، وبخاصة في القدس بالاضافة لما يقوم به الحاخام المتطرف يهودا غاليك للمسجد الاقصى ما هو الا مؤشر واضح لتحقيق حلمهم التلمودي وخرافاتهم كما أحلام نتنياهو بتطبيق التطهير العرقي الذي اتبعوه منذ 1948، وبعد 1967 لجعل القدس عاصمة اسرائيل الابدية. اسرائيل تكثف أعمالها الاستعمارية المسعورة في الضفة الغربية لاقامة المزيد من المستوطنات وسرقة الاراضي ، فقد قررت سلطات الاحتلال مؤخراً بناء وحدات استيطانية في أنحاء فلسطين منها 300 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة( دوليف ) غرب رام الله و120 وحدة استيطانية على أراضي دير إستيا غرب سلفيت.
القدس هي هدفهم الأول والأخير، ولم تتوقف يوماً من العمل لاحتلال كل شبر فيها، بما ذلك المسجد الأقصى، وتغيير معالم المدينة وهويتها الاسلامية العربية. فقد أصبحت الاعتداءات المتكررة جزءاً من الهدف لتفريغ القدس ومحيطها، ولتغيير الوضع التاريخي. ولعل حملات التخويف المستمرة وعمليات القمع الممنهجة ضد أهل القدس والمرابطين للدفاع عن الأقصى، أو الاعتداءات والاستفزازات على موظفي الأوقاف الاسلامية، ومحاولة إنكار وصاية الأردن عليها مؤشراً أصبحت إسرائيل لا تنكره.
محاولات إسرائيل المستمرة، بسرقة الاقصى وهدمه وسيلة لتحقيق خرافاتهم لبناء الهيكل المزعوم ستظل مستمرة، ما دام الاحتلال يسرح ويمرح بأساليب استعمارية متجددة، على أمل التخلي عنها أو كما قال أحد الصهاينة في أحد البرامج التلفزيونية «نقلها الى مكة «. ما يزيد عربدة إسرائيل ونتنياهو هو موقف ترمب وسياسته المتحيزة لإسرائيل لالغاء فلسطين العربية من أجل أن تكون العاصمة الابدية لدولة مارقة.وقاحة أمريكا ترمب وأسرائيل اليوم وصلت أعلا مراحل الاستعمار، وهي حذف» فلسطين « من قائمة»الدول والمناطق»في الشرق الأدنى. امريكا أصبحت عمياء لا ترى في الشرق الأوسط غير إسرائيل ومصالحها وترمب وسياسته العنصرية. ترمب لا يرى إسرائيل محتلة ولا الاراضي الفلسطينية احتلالاً لا مثيل له في التاريخ وهو مستمر بتعزيز مواصلة نتنياهو التهام ما تبقى من الأراضي الفلسطينية التاريخية.
الواقع الصادم لما يجري اليوم للقدس وفلسطين، يوجب التوقف طويلاً مع العالم أمام هذا التهميش لفلسطين والفلسطينيين، ومحاولة التصدي لسياسة التطهير العرقي والاستعمار الأمريكي الجديد من خلال ترمب و إسرائيل الماضية في غلوائها.نعم علينا نحن الفسطينيين والعرب التوقف والرفض المستمر لسياسة الاستفزاز وتحدي القرارات الدولية لأن بيننا ما يزال هناك الايمان قوياً بحق الشعب الفلسطيني بوطنه وعاصمته القدس الشريف… ونرجو من الله أن لا نفقد هذا الحق في خضم ما يجري من حروب لئيمة ومؤامرات على المنطقة…