التوقف عند الساحة الثقافية في عمان أمر ليس بالسهل لأن هذا الموضوع يعود للواجهة بشكل موسمي، كما هي فصول السنة، أو أجندات المهتمين بالثقافة من مؤسسات وأفراد. تشعر اليوم في نهاية الصيف أنك مقبل على سنة أو مرحلة جديدة من الفعل التعليمي و الثقافي مثل العودة للمدارس والجامعات ،بعد انتهاء العطلة الصيفية السنوية . وفي الصيف كما رأينا ونرى في عمان « حركة نشطة « في الثقافة بأنواعها من محاضرات واشهار كتب وإقامة حفلات مسرحية و فنية شعبية مثل مهرجان جرش أ و سوق جارا في جبل عمان، والقاعات والمدرجات الشعبية العامة في المدن وكأنها تتنافس على الابداعات بالاضافة للتناغم مع الطبيعة عند للقيام برحلات سياحية في أحضان الطبيعة والتعرف على الوطن ، ولا ننسى النشاطات الرياضية بأنواعها للكبار والصغار التي تنشط الجسم والعقل.


وفي هذا السياق والتوقيت» الموسمي « تنشط رابطة الكتاب الأردنيين بتحركات نشطة ساخنة كما كل عامين موعد الانتخابات العامة لرئيس الرابطة والأعضاء تبدو وكأنها «صحوة ثقافية « , ولعل هذا النشاط الموسمي ما يذكرنا بأهمية الرابطة وأعمالها وانتاج أعضائها، ومدى ما قامت وتقوم به من رفع صوت المثقف أو عضو الرابطة ليتفاعل مع الانتاج الثقافي بفروعه المختلفة وما يعود عليه بفائدة شخصية بعد حل المشكلات الكثيرة التي تحبط الكاتب والمبدع، ومنها تسويق كتبه والمشاركات الادبية الخارجية، أو علاقة الكاتب مع الناشر وغيرها . ولا شك بأن هذا الحشد من المثقفين من «الاعضاء « ،لا بد أن يكون له دورفي العملية الثقافية التي تبدو للجميع ليست بالمستوى المنشود الذي وضعت من أجله أو بذلك الالتزام المتواصل..لتحقيق أهدافها الأساسية ومنها «.. تنشيط الحركة الفكرية والأدبية بالاضافة لتوسيع قاعدتها وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الكتاب والادباء والمثقفين والهيئات ذات الصلة في الداخل والخارج.. «


 أسست الرابطة في السبعينيات نتيجة همة وجهد ستة عشر أستاذاً وأديباً من الرواد من النخبة المثقفة الذين كنا ننظر اليهم كرموز ثقافية وسياسية يعملون من أجل هدف واحد، بالتزام وثقة بالنفس في حضن مكان كان بيتاً دافئاً للجميع. وقد شجعت الرابطة أنذاك الشباب «الفاعل» و الحرص على استحقاق العضوية التي كانت مبنية على أسس سليمة. ولعل انضمامي للرابطة مبكراً 1976 والحرص على الاستفادة من المثقفبن الفاعلين ما يجعلني لليوم أهتم بالحفاظ على العضوية، وضرورة الانتاج الأدبي من أجل تفاعل إيجابي ّ.


التوقف عند موضوع الرابطة وانتخابات الرابطة هذا العام ليست هي الهدف من هذه المقالة ، وإنما للتذكير بأهمية الحفاظ على الرابطة وأهدافها وتطويرها، وقد وصلت لمرحلة أصبحت مهمشة بالنسبة للكثيرين، وبخاصة أن النشاطات في جلها تصدر عن»الطبقة الوسطى «التي يمكنها ان تلعب دوراً إيجابياً بما يستحق التقدير لتطور الثقافة بجميع أشكالها من سياسية واجتماعية وفلسفية وفكرية.. و يظل سؤال يلح علينا هذه الأيام هو الى أي مدى تسير النشاطات الفردية والمؤسسية الى» النهضة الثقافية «المعقدة والمتداخلة التي تهدف للتطور والرقي ؟ والتساؤل والاتزام بتكامل اانشاطات الثقافية والسياسية والاجتماعية بشكل متكامل، فالسياسة كم نعرف أنها الوجه الاخر للثقافة..

نحن اليوم بحاجة للتضامن والتكامل والعمل في الرابطة بجهد وإخلاص «المثقف المثقف « الذي سيترك تأثيراً بالعمل الجماعي الملتزم مع المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني لتحقيق الاهداف الاجتماعية والثقافية والتفاعل الانساني الآخذ بالتلاشي في زمن سريع التغيربسببب مستجدات العصر التكنولوجية التي أصبحت «نعمة ونقمة» للكثيرين.

انتخابات رابطة الكتاب الاردنيين المخطط لها بتاريخ 13 من هذا الشهر، فرصة لالقتاء أكبر عدد من» المثقفين « الذين يمكنهم إعادة ذلك الألق والدور والأهمية لبيت الادباء والشعراء والكتاب.. نعم للحوار وتبادل الاراء، في جو ديمقراطي، ونعم لمناقشة برامج وأجندات المرشحين المؤهلين لإحياء الرابطة من جديد، لتكون العودة هدية لأولئك المؤسسين الذين وضعوا الرابطة بين أيدينا لنرعاها ونصونها، في عملية البناء المستمرة في عالم متصارع…راجية للزملاء النجاح لتحقيق الاهداف..

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment