مؤتمر باريس  جاء بعد القرار  2334 الذي اتخذ مؤخرا بإجاع العالم  في الأمم المتحدة وصف بناء المستوطنات على الاراضي الفلسطينية ، بما فيها القدس الشرقية ، غير شرعية ،  ما جعل نتنياهو غاضبا يكره العالم  قبل هذا القرار وبعده .  زاد كرهه للعالم كما يبدو بعد مؤتمر باريس للسلام الذي عقد بتاريخ 16- من الشهر الحالي وحضرته 70 دولة , وفيه جاء أيضا بعض الايجابيات بالنسبة للفلسطينيين .ففي هذا الحضور للدول ايجابية واضحة بإعادة القضية الفلسطينية لاهتمام الدول بعد تهميش مقصود ، ودور قويّ لأمريكا في ذلك ..

  لم يحضر نتنياهو  مؤتمر باريس  وقد انكشف للعالم بأنه يسعى ليظل يراوغ العالم ، بحجة انه يتمسك بمبدأ المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين ، متناسيا المفاوضات المباشرة الفاشلة لمدة تزيد على ربع قرن . بالاضافة يضع نتنياهو  شرطه الهام و هو اعتراف الفلسطينيي بدولة يهودية . ولعل هذا المبدأ العنصري ، الذي يتمسك به لأنتظاره ترامب الرئيس الجديد للولايات المتحدة الامريكية ، علّه يعيد القضية الفلسطينية الى التهميش مرة أخرى ، وبخاصة أن ترامب يتوافق معه في سياسته كما يبدو للآن  . فهو يعد في كل مناسبة أنه سينقل السفارة الامريكية من تل أبيب  الى القدس ، ليعزز مطالب الصهيونية  لتكون القدس “ عاصمة أبدية لاسرائيل “ .

 نتنياهو الذي لم ولن ينصاع للآن لأي  قرار دوليّ، اصبح أكثر خوفا ورعبا من القرارات الدولية  وإن كانت غير ملزمة .  فالقرارات  على الاقل  تسلط الضوء على التناقضات في السياسة العالمية المتحيّزة التي كان فيتو أمريكا في السابق  أحد المعيقات لأي عملية سلمية  رغم الادعاء  بالغيرة على عملية السلام .  ظلت أمريكا مع اسرائيل تبحث عما يضع اللوم على الفلسطينيين ، ومنها تغييرالحقائق التاريخية والانسانية  ومنها مفاهيم الارهاب التي الصقتها  بالفلسطينيين الذين يقاومون في أرضهم لانهاء الاحتلال الذي يوسعه ويعمقه نتنياهو كل يوم .

   نتنياهو ينتظر دونالد ترامب  بفارغ الصبر ليستنجد به ضد الأسرة الدولية التي تبدو أكثر تفهما لألاعيب نتنياهو  الذي يرى في مؤتمر باريس عبثا، وقاطعه لأنه أيضا يراه خدعة فلسطينية . ولعل هذا التصرف يكون دافعا لايقاف الاستعمارالمميز الطويل  لتعذيب الشعب الفلسطيني بكامله .

رغم تحفظ بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا على بيان المؤتمر ، فإن إسرائيل لن تستمر بعد اليوم من مواصلة التلاعب بالقرارات الدولية  كما تعودت . ولن يستطيع العالم العودة الى تهميش القضية الفلسطينية ، في خضم هذه المشكلات والحروب التي تزيد من انتهاك حقوق الانسان ، وتزيد من عدد لاجئي العالم . إن أهم التغيرات التي يجب على العالم -الذي يعرف مفاصل القضية الفلسطينية – أن يقف بحزم في وجه إسرائيل التي تبدو للعالم  وكأنها دولة عظمى .  فهي تفرض الشروط  ليس لحل القضية الفلسطينية بل لتعقيدها بشروط نتنياهو وحلفائه لتعقيدها . فهل ستقوم المؤتمرات التي ستتبع مؤتمر باريس في المستقبل بالضغط على اسرائيل لتطبيق القرارات الدولية  لاقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال، أم سنعود الى المربع الاول بقدوم الساكن الجديد للبيت الابيض الذي يبدو متحيّزا بارزا لاسرائيل . ؟

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment