كما نعرف من خبراء الإعلام ونظرياتهم، بأن اقوى أساليب التأثير على الجماهير هي التي تجمع بين الإعلام والاتصال الشخصي سواء الإعلام الرسمي وغير الرسمي . وهذا ما حاول ترمب في استعماله الإعلام منذ حملاته الانتخابية التي لم يترك وسيلة منها إلا واستعملها . . لم ينجح الرئيس لليوم في طريقة استعمال الإعلام ليعزز موقعه الرسمي كرئيس للولايات المتحدة بعد فوزه الذي فاجأ العالم .للآن لم يتمكن من اقناع المتلقي أنه أهلٌ لهذا المنصب الذي يُعد أقوى منصبٍ في العالم في زمننا الحالي .

  لا ريب بأن شخصية ترمب الشعبوية، وسلوكه وتصرفاته بالنسبة لأفراد ومؤسسات إعلامية قد عادت عليه بزيادة أعدائه وليس زيادة أصدقائه . ويحاول في تغريداته الأسبوعية على تويتر وقد استعمل الإعلام الجديد إيصال رسائله غير الدقيقة والمترددة لأوسع نطاق على المستوى الأمريكي أو العالمي .

  ويرى ترمب بصراحة غير راقية، بأن هناك إعلاما معاديا له، منذ مؤتمره الصحفي الأول في البيت الأبيض الذي التقاه وجها لوجه بالاضافة للصحافة المتحيزة له. أظهر ترمب “ وقاحة “رجل مغرور وهو يتصرف بشكل غير ديبلوماسي، ليسمح لمن يريد من أنصاره بالأسئلة أو منع من يراهم معادين , وهو يشير بأصبعه وبأسلوب فج، لجميع الصحافيين في القاعة . كانت تصرفاته غير المتزنة إهانة للجميع . ولعل هذا المؤتمر الأول ما جلب له مزيدا من الكره الخفي أو الواضح بين الصحافيين، وهو يقلد ويحط من قيمة صحفي من ذوي الاحتياجات الخاصة . وكانت هذه الحادثة ما أكد ليس للصحافين فقط عن” هبله “ وسياسته العنصرية غيرالإنسانية، بل للشعب في أمريكا،كما شعوب العالم التي تدافع عن حقوق الانسان .

 ترمب يستعمل أسلوبا جديدا في علاقة رئيس الولايات المتحدة مع الإعلام . فهو في موضع دفاع عن النفس دوما بطريقته الخاصة، وهو في محاولاته لاقناع الناس بأن سياسته الجديدة هي من أجل الدفاع عن حرية وديمقراطية أمريكا . فالانتقادات الكثيرة والمتوالية والمتناقضة أصبحت مثار تندر ومعرفة الحقائق أكثر عن شخصيته التي جاءت من عالم المال والمظاهر والترف، ولا يعرف قواعد اللعبة . في حربه مع الإعلام يجد نفسه يستجدي الشعب للوقوف في صفه بعد أن تبين أنه المغرور واللاعب بالنار وبخاصة وقد اغضب الشعب بسبب سياستة العنصرية التي سيفرضها على أمريكا بمنع المهاجرين من دخول “ بلد الديمقراطية “ .ولعل ما قاله في تغريدة على تويتر بهذا الصدد يبرهن على ذلك، “ هم ليسوا أعدائي . هم أعداء الشعب “ . هذا القول زاد غضب الصحافة التي تبحث عن الحقيقة وبخاصة، أن الصحافة محمية من الدستور الأمريكي الذي لا يسمح المس بحرية الصحافة والتعبير منذ عهد الاستقلال . ومازالت هذه القيمة تدرس لطلاب الصحافة والإعلام، و الدراسات العديدة التي تؤكد ذلك، ليفاخر بها الأمريكيون . وهناك أمثلة كثيرة تدل على أهمية ممارسة هذه الحرية منذ عهود طويلة، من قبل المؤسسات والافراد العاملين في هذا المضمار .

إن ظاهرة ترمب وعلاقته بالإعلام، لن تسير بشكل مرض خلال المائة يوم لرئاسته،لأن الإعلام اليوم مشغول بالبحث عن المخفي من الأفعال وحتى النوايا التي في مُخه لكشفها للشعب الذي اتهمه أنه “عدوه”. ولعل ما يجري في الشارع الأمريكي، وما يستجد من ملابسات ومفاجآت غير منطقية ولا إنسانية،ستزيد من عصبيته، وعدم قدرته على التصالح مع نفسه و مع الإعلام القادر على الإطاحة به وكما كانت السبب في تنحي نكسون، ليسجل ذلك في التاريخ .

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment