الى اين انت ذاهب يا نتنياهو، ولماذا؟ سؤال سمعه من بعض المعارضين لسياسته داخل كيانه، ومن  اعضاء في حزبه “ الخائفين على اسرائيل “، ومن العالم اجمع الذين قالوا له ان فلسطين عربية، وانها تحت احتلال عنصري . اخيرا وصل الى وشنطن واستراح، قبل لقائه ترمب الذي يبدو اكثر يهودية منه. وصل وهو يتحدى العالم الذي قال، لا لمستوطناته المتزايدة وسياسته العنصرية ضد الفلسطينيين.

 غزل ترمب به ووعوده بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب للقدس، بالاضافة لملء البيت الابيض باليهود سواء اكانوا من” نسايبه “ ام محبي اسرائيل ما يجعله  يعتقد انه سينال كل امنياته  لكي يدخل التاريخ اليهودي بتسجيل اسمه  بالقول : “ نتنياهو حقق حلم اسرائيل بدولة يهودية “  بدعم من امريكا. ولكنني لا ارى ذلك للاسباب الآتية :

لان ترمب كما يبدو تراجع عن حماسته الحارة لالغاء ما قيل عن حل “ الدولتبن “، فهو يريد وقتا اطول لتحقيق كل الوعود التي اطلقها وبصوت عال، اثناء حملته الانتخابية . وقد عبّر نتنياهو عن هذا الغموض من ترمب، عندما قال لاعضاء الليكود في اجتماعه معهم قبل السفر للحج عند ترمب اذ قال : “ علينا التصرف بمسؤولية وعقلانية “، وكانه يعترف بانه فعلا غير عقلاني بطرح البديل، وهو قد يسمح باقامة دولة فلسطينية “منزوعة السيادة “.

   ترمب الواضح الغامض للآن  رغم جعجعته، قد يخيب ظنه في تحقيق الآمال والاحلام التي  لا حدود لها .ولعل الاصوات المعارضة لترمب للآن من الكثيرين، ومن البعض في حزبه،  نبهته انه  ليس حرا لهذه الدرجة للتصرف بهذا الشكل في بلد الديمقراطية التي ترفع تمثال الحرية .  وفي الوقت نفسه  فان حجج نتنياهو  ومن لف لفه و تمسكه بالسياسة العنصرية الاستعمارية، ان “ همه الاول”  هو “ امن اسرائيل “ ما يجعل السياسة الامريكية تظل ترفع شعار امن اسرائيل، والتلويح”ببعبع الارهاب الاسلامي” كما اصبح الدين بالنسبة لهم  لخدمة مصالحهم  بعد خلق ادواتهم  غير الانسانية لتلطيخ صورة الاسلام .

ان تفاؤله باقوال ترمب غير المسؤولة وهو يحرض العالم ضد الفلسطينيين والمسلمين  ويتصرف كما يحلو له، وكان امريكا احدى شركاته الراسمالية في عالم العولمة الذي يفهمه خطاًُ، وليس انه في سياسته الراسمالية المتوحشة، قد وصل الى” اعلى مراحل الاستعمار “.، وانه بوصوله للبيت الابيض وتعيين من يملكون اموال العالم سيحكمون العالم جغرافيا ..

 لم يسمع نتنياهو انتقادات رؤوفين رفلين من حزبه، حول  قانون نهب الاراضي الفلسطينية بملكية خاصة في الضفة الغربية الذي اقره الكنيسيت اخيرا اذ قال :”هذا سيسجل اسرائيل كدولة ابرتايد “.  يتغاضى نتنياهو عن ذلك  ويغطيه بشتى الاساليب  والحجج . ويصم اذانه ايضا عن اقوال، معارضة بنيامين بيغن النائب في الكنيسيت لهذا القانون او لهذه السرقات . ولا ننسى القانون  2334 الذي اتخذته الامم المتحدة ضد  سياسة الاستيطان، ولم تستعمل امريكا الفيتو، واكتفت بالامتناع عن التصويت .  ننتظر نتائج الاجتماع الاول، لاثنين  من اعتى من يؤمنون بالعنصرية  لكيفية حل مشاكل العالم بشكل عام، والقضية الفلسطينية بشكل خاص .  ننتظر تغريدات ترمب، وردات فعل نتنياهو والعالم ، ولن ننتظر الكثير من” زعيمين “ يسحبان العالم للدرك الاسفل والى المزيد من الدماء والحروب  وهما يلعبان بالنار !

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment