تنطلق الدورة الثامنة والعشرون في عمان، وقد دأبنا على انتظار القمم العربية السبع والعشرين السابقة في نفسياتوظروف من عدم الثقة بالاجتماعات التي لا تطبق قراراتها بعد انفضاض الاجتماعات . . يعقد مؤتمرعمان في ظروف إقليمية وعالمية لا تسر، ونصفنا في العالم العربي مريضين بالاكتئاب . ولا شك أن جرأة الأردن وتحملها المسؤولية في عقد المؤتر في مكان دافئ، لها قيمة ودلالة، بخاصة وأن أصوات أطفال العرب في كل مكان تبكيوأكثرهم دماؤهم تنزف وهم يبحثون عن الأم والأب، في فلسطين واليمن والعراق وسوريا وليبيا، ليعيدوا الحياة لهم
تصدع رأسي كغيري ونحن نتابع اجتماعات اللجان التحضيرية، التي تتصدرها ملفات نمطية كلاسيكية، على رأسها القضية الفلسطينية التي كانت الأولى على اجندة القمم العربية السابقة، ولا تزال ترواح مكانها، بسبب الاحتلال الاسرائيلي ومتطلباته المستجدة من انشاء المستوطنات والعمل على جعل القدس عاصمة اسرائيل الأبدية، وبخاصة وترمب أمريكا تؤيدها في زمن سافل.
اخترت أن أنام مبكراً بالأمس بعد يوم كانت سماؤه زرقاء ملونة ببعض العصافير التي استبشرت بها” خيرا “ وبخاصة بعد شعور متعب من مواصلة الاستماع للاخبار والتعليقات والتحليلات؛ ما دفعني الى البحث عن الراحة ولم أجد أفضل منها إلا النوم .
في منامي في هذه الليلة الربيعية رأيت بشارة خير : الملوك والرؤساء العرب، يسلمون على بعض بحميمية، عززتها “ القبل الحارة” ، كالعادة بالتعبير عن العلاقات الحميمية بين الإخوة .وكان في القاعة الكبيرة ضيوف من العالم، ليشاركوا في الاجتماع . رأيت الناس العاديين من أبناء الشعب العربي سعداء بينهم أطفال ونساء وطلاب وعمال وكبار وصغار يحتفون بهذا الجمع السعيد . كانوا كرماء يحملون الزيت والزعتر والزيتون الاخضر من قلقيليا والجميد الكركي والجبنة من عجلون، وأثواب فلسطينية مطرزة من سكان المخيمات، والفستق الحلبي من سوريا، واللبن والتمر من العراق. والكعك من ليبيا .
“ رأيت الناس سعداء في المنام وهم يتخاطفون” البيان الختامي للمؤتمر “، القويّ يهتفون للقادة . قرأ أحد ابناء الشعب من البيان، وهلل الجميع، وهم يقرأون عن “العمل العربي المشترك “ الجاد والمدعم بالعقل والمال العربي لتحقيق الأهداف وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية : لا أمية بعد اليوم، ولا بطالة، سيجد كل خريج جامعة وكل عاطل عن العمل شغلا، ستفتح الحدود دون خوف من الإرهاب، وستزرع كل الاراضي وستتبادل الدول خيرات الأرض الخصبة من زرع وفاكهة وخضار ولحوم، تقضي على المجاعة والموت من الجوع . سيرجع الفلسطينيون الى أرضهم في دولة مستقلة كاملة الحقوق، وسيحيون قراهم ومدنهم المدمرة . سيعم السلام المنطقة ليس على طريقة أمريكا وإسرائيل، بعد أن أجبروا على احترام القوانين الدولية .
سمعت هرجا ومرجاً والقادة يحتضون أفراد الشعوب العربية، والناس تهتف وتدعو بالخير وطول العمر والسعادة لمن صنع السعادة ..أيقظتني الاصوات الجميلة من حلم تمنيت لو يتحقق ..!