المسرح الوطني الفلسطيني- القدس

عقدت ندوة اليوم السابع بمشاركة ملتقى المثقفين المقدسي والمكتبة العلمية، ندوة حوارية استضافت بها: الأديبة ليلى الأطرش، الأديبة د.عايدة النَّجار، والكاتب الباحث في شؤون القدس سمير سعد الدين، للحديث عن تجارب شخصية في مسيرتهم الثقافية والابداعية، وبذلك استضاءة على تجارب لنجوم فلسطينية لامعة رغم اغترابها لكنَّها أوجدت لنفسها هويَّة حقيقيَّة في الوسط الثقافي الفلسطيني والعربي.

أدار النَّدوة الأديب ابراهيم جوهر حيث بدأ حديثه مرحبًا بالحاضرين، وشاكرًا للقدس التي تجمعنا مهما تفرق الشمل وتجزأت أواصر اللقاء، نلتقي دائمًا في كينونتنا الأصيلة – الحكواتي – هذا المكان الدافئ الذي احتفظ بنا وحافظ على ذكريات النَّدوة منذ ستة وعشرين عامًا. قدَّم الشاعر د. عز الدين أبو ميزر قصيدة مقدسية رحَّب بها بالحاضرين.

افتتحت اللقاء الصحفية والأديبة الروائية المتألقة الأستاذة ليلى الأطرش ملقية إنارة عن تجربتها الأدبية وما كتبته للقدس وفلسطين، وعن زيارتها الأولى عام 95 وعن زيارتها اليوم تحدثت، حملتنا على بساط من وجع امراة مثقفة ومكابدة استطاعت بعد عمل ومثابرة دؤوبة واجتهاد بلوغ الحلم الحقيقي والتواجد في أعالي قمم النجاح والعطاء، لتغدو أديبة معروفة لدى العالم العربي عامة والفلسطيني خاصة، من الذين قرأوا أعمالها وأحبوا هذه الروح العذبة وذاك الحبر المتدفق الذي يحكي حال المرأة والوطن والأرض، ويطرق أبواب قضايا اجتماعية هامة تلامس حاجتنا وكذا واقعنا. وهي روائية فلسطينية أردنية ترجمت روايتها وقصصها إلى عدة لغات من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والكورية والألمانية والعبرية وتُدرّس بعضها في جامعات أردنية وعربية وفرنسية وأمريكية. دعت في معظم ما نشرته إلى نبذ التطرف والعنف الاجتماعي والفكري، ونشر قيم التسامح والتعايش وعدم التمييز، كما رصدت معاناة المرأة العربية في أوطانها، وكسرت العديد من التابوهات بطرحها قضايا اجتماعية خلافية، من أعمالها: امرأة للفصول الخمسة، أبناء الريح، وترانيم الغواية التي أختيرت ضمن اللائحة الطويلة لجائزة البوكر العربي 2016.

تابعت د.عايدة النجار ابنة قرية لفتة المهجرة، تروي لنا سيرة أديبة وفية احتفظت لقريتها بالوعد، فكتبت عن بلدتها وعن حال البنت الشلبية في القدس، تناولت لنا خيوطًا من أحداث عاشت بها في وقت الدراسة والسفر والغربة، ثمَّ العودة والرُّجوع بحثًا عن الوطن، وما أنتجته عبر سنوات من العطاء لتزيد مكتباتنا الفلسطينية جواهر تقرأ ويحتفظ بها للأجيال القادمة. تحمل د. عايدة درجة الدكتوراه من جامعة سيراكيوز في الولايات المتحدة الامريكية في (وسائل الاعلام والاتصال الجماهيري) وتعتبر خبيرة وباحثة مع مؤسسات الأمم المتحدة المتخصصة في القضايا الاعلامية والاجتماعية وقضايا المرأة والتنمية, أكدت في حوارها على جماليات المكان الذي سكنها منذ الطفولة قائلة: جمال المكان وأهميته بدأ في الوجدان كصورة جميلة منذ طفولة مبكرة، لم تدم طويلا بسبب الهجرة القسرية للفلسطينيين من أماكنهم من دور وحارات وأزقة ومدارس وأماكن اللعب واللهو، لكن ظلت ذاكرة (حرش شنلر) في (لفتا) من أكناف القدس عالقة في ذاكرة طفلة شقية تتسلق شجرة الصنوبر العالية وتسقط مرارا، لمشاهدة عش العصافير، وتشهد على ذلك آثار الندبات المحفورة على ركبتي، وكأنها تذكار يذكرني بالوطن ولم تمح صورة البيت أو المكان الدافئ الذي قضيت فيه بضع سنين من طفولة جميلة لعبت مع صديقات الحارة (بيت بيوت) تحت الوردة الحمراء. من أعمالها: بنات عمان أيام زمان الذي فاز بجائزة أفضل كتاب عربي في البحرين، وجائزة جامعة فيلادلفيا لأحسن كتاب في العلوم الانسانية، القدس والبنت الشلبية، عزوز يغني للحب، ولفتة يا أصيلة.

ثمَّ تحدث ضيفنا الثالث، الباحث في شؤون القدس سمير سعد الدين عن بداياته الأولى عندما كان بالقدس، ويزور المسرح الوطني الفلسطيني ليحضر فيلمًا بخمسة قروش، وعن أصدقائه ومشواره النضالي استزدنا بتجربة صحفي واعلامي انتمى للمكان فعاد إليه أخيرًا عندما سنحت له الفرصة. وفي سؤاله عن المكان من خارج فلسطين وبعد الدخول لها وزيارتها، قال الوطن هو الوطن، والقدس كما هي لم تتغير، أنا حاضر بها من خلال صفحات التواصل الاجتماعي أقرأ وأشاهد أعمال الأدباء والفنانين وكذا المسرحيين ولا أكل عن المواظبة على ذلك لأنَّ القدس هواء المغتربين وبها نحيا على أمل تبدل الأحوال وتكسر تلك الحدود التي تحرمنا من التواجد بهذه الندوة الهامة التي تعقد بالقدس منذ أعوام طويلة – ندوة اليوم السابع – عنوان للثقافة في مدينة القدس لا يمكن تجاهل نشاطها وعملها وما أنتجت من كتاب وكاتبات برزت أسماؤهم في الوسط الأدبي الفلسطيني. من أعماله كتاب ” في رحاب القدس” الصادر عن دار الجندي.

بعد ذلك كانت مداخلات وأسئلة شيقة من: الأديب جميل السلحوت، القاص محمود شقير، الكاتبة نزهة رملاوي، الكاتب أبو أشرف الزغل، الكاتب نبيل الجولاني، الأستاذ يعقوب عودة، الكاتب محمد عمر قراعين، د. طلال أبو عفيفة، أ. آمال القاسم، وغيرهم. يذكر أنَّ الضيوف الثلاثة هم من مكرمي ملتقى المثقفين المقدسي الذي يشرف عليه د. طلال أبو عفيفه وقد كان التكريم يوم أمس ضمن المهرجان العاشر لزهرة المدائن الذي أقيم بجامعة القدس. هذا وقد حضر النَّدوة باقة من روادها المثقفين والمتابعين لها، كما ازداد الحضور بهاء بمشاركة زوَّار من الملتقى الثقافي المقدسي، المكتبة العلمية، قرية المعلمات، وكذا نادي الموظفين.

في الختام قامت ندوة اليوم السابع بتكريم ضيوفها والاحتفاء بهم في دروع تقديرية ورمزية حملت رسالتنا الثقافية الفلسطينية، دام الوطن عامرًا بالابداع والمبدعين.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment