كثرت في المدة الاخيرة مناقشة قضايا التعليم والعلم والثقافة في الجلسات الاجتماعية والتقافية الخاصة والعامة، وفي وسائل الاعلام بانواعها التقليدية والجديدة، لتصبح مادة غنية للاجتهاد، والنقاش والنقد. أحد العناصر التي نوقشت بشكل عفويّ بالاضافة لمناقشات أكاديمية جادة أهمية نوعية التعليم ونشر المعرفة وتوظيفها في عملية التنمية الاجتماعية والاستفادة من المعلومة . بالاضافة ،فهناك اليوم اهتمامات خاصة من الجهات المعنية بالتعليم بجميع مراحله والبحث العلمي ومخرجاته. ويبدو هذا واضحاً من محاولة وضع استراتيجيات وأساليب جديدة للارتقاء بالتعليم من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم .
هناك عوامل عدة تؤثر على عملية التعليم و اكتساب الانسان للمعرفة كما المهارات والاتجاهات والقيم والدوافع التي تؤثر على الفرد من اهمها، التنشئة الاجتماعية . وكما هو معروف يسود الاسلوب السلطوي في التنشئة الذي يترك اثاره السلبية على الطفل وقد تضرر أيضاً الكثيرون من التساهل في المعاملة التي تخلق الدلع والميوعة وكما نرى بين الكثيرين من أجيال اليوم من تصرفات عبثية غير مسؤولة .
هذه الحقائق لم تغب عن بعض المسؤولين اليوم وهم يقومون بمراجعات لمجمل العملية التعليمية وما يتعلق بها . وتشير المعلومات إلى أن هناك مبادرة جادة من وزارة التربية والتعليم لتحسين وضع مرحلة التعليم في مراحله المختلفة ومنها ماقبل المدرسة –أقل من ست سنين – أي لدور رياض الأطفال . وقد وضعت مؤخراً قوانين جديدة تتعلق بهذه المرحلة الهامة من حياة الطفل التعليمية لرياض الاطفال دور أساس لا بد من توفيره لكي ينمو الطفل جسدياً واجتماعياً ونفسياً . وفي الحقيقة هذا ما ينقص رياض الاطفال في جلها إذ تكتفي بتعليم الاطفال القراءة والكتابة، دون الاهتمام بالنمو المتكامل الذي يحتاجه . فحرية الحركة وايجاد المكان المناسب للتعبير الحر يكسبه الشعور بالثقة وتعزيز الشخصية بالإضافة الى التعلم عن طريق اللعب وبأسلوب غير مباشر يعتمد على التلقين فقط غير متوفرة .
أما التعليم المدرسي الاساسي المنظم منذ الصف الأول فهو، بلا شك يعتمد على المدرسين والمدرسات وقدراتهم بالتفاعل والرعاية الكافية لتطبيق المناهج باسلوب عصري يساهم في تنمية التفكير وليس التلقين كما هي الحال الان .ولعل الاهتمام بتمكين المعلمين والمعلمات وتدريبهم على استعمال التكنولوجيا ووسائل التعليم غير النمطية ومساعدة الطلاب على الابداع والابتكار الذي اصبح أولوية على أجندة المخططين للارتقاء بالعملية التعليمية لكي تواكب التغيرات في العالم سريع التغير، دون اهمال ثقافة وخصوصية ثقافتنا دون تعصب وانغلاق .
وفي هذه التفاعلات الدائرة اليوم، حظي التعليم العالي بحصة كبيرة من النقاشات الجادة وبخاصة أن الناس اصبحت تشكو من نوعية التعليم الهابطة . وقد عزى المختصون ذلك الى عدة أسباب منها التوسع الكمي علىحساب النوعي وجودة التعليم . وهو أيضا نتيجة انخفاض الاموال المخصصة للجامعات، والبحث العلمي، بالاضافة لتعليم الحاسوب ونقص الادوات الكافية للطلاب .
لا يزال التعليم بجميع مراحله موضع نقاش وما زالت المحاولات لايجاد الحلول جادة، وقد استمعت لمحاضرة قيمة للدكتور عادل الطويسي حول التعليم العالي والبحث العلمي ( 2015- 2025 ) عرض فيه خطة شاملة مفصلة، اعجبت بها، وأرى لوطبقت بما جاء فيها لأصبحنا بالف خير !