أعلنت اليونسكو( منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم)،يوم الجمعة الماضي وبصوت عال أن الخليل هي “منطقة محمية “ . وهذا يعني أن إسرائيل لن تتمكن من مواصلة ادعائها أن الخليل والحرم الابراهيمي لها . بهذا القرار أدرجت اليونسكو البلدة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر كموقع فلسطيني .
نجح هذا القرار وأفشل بجدارة محاولات أسرائيل وأمريكا الخبيثة. وكانت اسرائيل كالعادة ولمدة أشهر، تحاول عرقلة الموضوع من أجل اسقاطه عند التصويت، ولكن النتيجة جاءت على عكس محاولاتها ونجح القرار بأصوات ثلثي المجلس المكون من21 عضوا. القرار الاممي يحمي الخليل التي تعاني من حصار لئيم يعمل على تهجير الآلاف من أبناء البلدة القديمة بشتى الوسائل، منها، اغلاق المتاجر واسكان المستوطنين المتعصبين، ومن حجارة اطفالهم على السكان واهانتهم . باتخاذ هذا القرار لا تستطع اسرائيل تزوير الحقائق، فقد دأبت على طمس معالم الخليل وتاريخها وموروثها الثقافي الاستثنائي لمميزاته الحضارية والانسانية، بالاضافة فالقرار يذكر بالمجزرة التي ارتكبها جولدشتاين الإرهابي التي راح ضحيتها خمسون شهيدا مسلماً ، وهم يصلون صلاة الفجر في رمضان 1994 .
قرار تاريخي جديد يضاف الى سابقاته، يدفع أسرائيل لمزيد من الهستيريا والاحباط، يخيفها ويخرجها عن طورها ويجعل ساستها يتصرفون .كالمجانين . نعت نتنياهو بعصبية القرار “ بالقرار السخيف “ وصب جام غضبه على اليونسكو ونعتها بالمتحيزة؛ لأنها لم تحقق أحلامه وهو يدعي بضم الحرم الإبراهيمي الى الموروث اليهودي “ . بكل وقاحة تنسى اسرائيل انها دولة محتلة، وأن وجودها غير قانوني لاستمرارها في عدم شرعيتها، وقد اقيمت عام 1948 على حساب الفلسطينيين أهل الأرض الأصليين، كما تنسى أنها احتلت الخليل مع أراضي فلسطين في حرب 1967 .
إسرائيل بسياستها الاستعماربة، ستظل هي وأمريكا غاضبة على اليونسكو وقراراتها ومتخوفة من منظمات الأمم المتحدة ، و مؤسسات حقوق الإنسان التي تفضح الممارسات الإسرائيلية المستمرة .ولعل هذا القرار يزيد خوفها ونقمتها على اليونسكو، وخاصة أن قرارات اتخذتها اليونسكو اثارت حقدها في السنين الاخيرة كونها لصالح الفلسطينيين . ولعل هذا القرار يثير من جديد قلق الدولة المحتلة، ويذكر بقرار اتخذ في ايار الماضي منفصل حول مدينة القدس يؤكد أن القدس فلسطينية وأن حائط البراق جزءا من المسجد الأقصى . ويبدو أن سخط اسرائيل سيستمر وقد أصبح بالإمكان أخذها للمحكمة الدولية واصدار القرارات الدولية التي تكشف عن ألاعيب الاحتلال الذي يعمل من أجل بقائه .
خوف وهستيرية اسرائيل هذه يجب أن تكون حافزا إيجابيا للفلسطينيين لمواصلة اتخاذ المزيد من القرارات الدولية لإدانتها، بالاضافة لوقف جرائمها المتواصلة. هذا رغم أننا ايضًا نقول، كم من القرارات الدولية اتخذت للجم اسرائيل وانهاء احتلالها دون فائدة، وكم من سنين مضت واسرائيل تراوغ في حل القضية الفلسطينية ووضع العقبات، وكم من سنين أضاعت إسرائيل فيها عمليات السلام في مفاوضاتها العبثية . أيضاً نقول، يكفي أن يعرف الفلسطينيون أن دول العالم الشريفة معهم، وأن العالم قد استيقظ وأصبح يعرف التاريخ والجغرافيا من الرواية الفلسطينية وليس من إسرائيل التي تزوّر التاريخ .