في خضم ما يجري في المنطقة من حروب وفقر أخلاق انسانية أثرت على، بلدان المنطقة الفقيرة وحتى الغنية منها هذه الأيام، لتزيد فقرها فقراً وتعاستها تعاسة ، نقرأ عن تغيير أو استبدال المصطلحات التنموية التي يستعملها” المخططون “ والكتاب والصحافيون للدلالة على مستوى الفقر في الأردن، إحداها، مصطلح “جيوب الفقر “ . ويأتي هذا في سياق مناقشة موضوع الفقر الوصف الشعبي والعلمي أيضأ الواسع والمتداول بين الناس . وفي الخبر والتفاصيل، الذي تهم الناس العاديين الفقراء والاغنياء، وإن أتت بالاحصائيات والنسب، والتحليل العلمي، أن هناك موضوعا هاما على أجندة الحكومة لمراجعته . ومما فهمته أيضاً من المعلومات المفصلة عن دراسات سابقة، وكما أعرفه أن هناك في الأردن نسبة فقر عالية تبلغ حوالي 20% أو” أكثر “، وهذه نسبة عالية، يمكن تسمية من تنطبق عليهم بأنهم” فقراء “، دون محاولة فلسفة المفاهيم التي كثيراً ما تستعمل كمصطلحات مستوردة أو موضوعة من قبل المؤسسات الدولية التي تمّول المشاريع الاقتصادية والتنموية، وتعمل بها بشكل عالمي تطبقه على جميع الدول الفقيرة في العالم الثالث أو الدول النامية.
الفقر في الدول الفقيرة – ودون فلسفة المصطلح – عادة، يرى بالعين المجردة لارتباطه بالخبز واللباس والمسكن والتعليم، والصحة والعمل، وتداخلها مع بعض وهذا يعني للانسان الفقير شحا في هذه المواد أو العوامل، أو خلالا يجعله” أقل حظا” من غيره أي لديه اقل من الغني، الذي تتوفر له كل الاحتياجات المعيشية والحياتية . مصطلح “ جيوب الفقر “ استعمل منذ سنين ليس لجميع الفقراء ،بل عن مجموعات صغيرة، في أمكنة مختلفة،” فقيرة، وأقل فقرأ أو أقل حظاً “، مما خلق عدم الموضوعية في مناقشة موضوع الفقر، كمشكلة عامة تصيب نسبة كبيرة من ابناء المجتمع بشكل عام، وما زالت تقلق المخططين.
موضوع الفقر، ليس مصطلحاً أو أرقاما وإحصائيات وإنما هو واقع يزداد سوءا كل يوم، وتزيد معه بشكل موازِِ، قلة الحلول لمشاريع “التنمية المستدامة “، كما هو المصطلح من قبل المؤسسات الدولية. المحاولات الكثيرة التي تبدو غير فاعلة لليوم لأسباب كثيرة، منها عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة بحاجة للدراسة والمعالجة العملية لانقاذ ناس “جيوب الفقر “ المعششة في الريف والمدينة، وفي الشارع. ولعل قرب مناسبة العيد هذه الأيام لتزيد من يعيشون في الجيوب ونراهم، يخرجون منها للشارع، معاناة وألما.
تساهم المؤسسات المدنية، وغير الحكومية في تخفيف وطأة الفقر، وتنشط في المناسبات الدينية والاجتماعية، إلا أن الحقيقة ما تزال مؤلمة تربك الإنسان العادي، كما المخطط الذي ما يزال يبحث في المصطلحات والمعاني، وإمكانية تغييرها . نعم يجب تغييرها، وليس استبدالها، بمعنى وضع الخطط لتطبيق شعارات التنمية ومفاهيمها التي وضعت منذ سنين، وكان منها مشاريع الأمم المتحدة مثل : “ التنمية المتكاملة، والتنمية المستدامة، والتنمية الانسانية، وتنمية المجتمع، والانسان صانع التنمية وهدفها، والمشاريع الصغيرة، والمشاريع الحرفية، وغيرها، إذا ما يزال لها معنى؟ ..
“ المناطق ذات الخصوصية التنموية “، مصطلح جديد يقترحه وزير التخطيط النشيط، لاستبداله بمصطلح “جيوب الفقر “، اجتهاد يشكر عليه، ولكن الحقيقة تبقى، أنه من المفروض أننا تجاوزنا هذه المرحلة من استعمال المفاهيم، ويبقى أن نطبق ونعمل بالمشاريع الاقتصادية القابلة للتطبيق السريع التي تتلاءم مع الظروف التعيسة المتزايدة كل يوم والمستجدة، وأثارها الصغيرة، أو الكبيرة لكي تغطي الفقر وتقلل تاثيره على الفرد والجماعة من أجل أن لا نرى هؤلاء” الأقل حظاً “ يفقدون كرامتهم، في سبيل البقاء، ونظل نندب حظهم وحظنا كل يوم.