امريكا وإسرائيل انسحبتا من اليونسكو، بعد اتهام العالم بالتحيّز ضد إسرائيل، مرة أخرى و بكل وقاحة تتغاضى أمريكا عن تعزيز الاحتلال الاسرائيلي، واستمرار ممارساته العدوانية ضد الفلسطينيين الذين يدافعون عن القدس عاصمتهم لكي تبقى عربية، أمريكا واسرائيل بهذا “الحرد “ تتناسيان قرارات الأمم المتحدة الكثيرة التي اتخذتها اليونسكو منذ 1949 والمتعلقة بالقدس، قرارات اتخذت من أجل لجم اسرائيل أو اثنائها للتوقف عن قهر الشعب الفلسطيني ومجملها يبلغ 27 قراراً ترى المنظمة فيها أن إسرائيل دولة محتلة تتصرف ضد قرارات مجلس الامن، والجمعية العامة واليونسكو للحفاظ على القدس وعروبتها.
بالانسحاب من اليونسكو بهذا التصرف الاحمق تعتقد أمريكا أن العالم سيتراجع عن القرارات المتخذة ضد إسرائيل، أمريكا غضبت على العالم بعد آخر القرارات 2017 التي اتخذتها اليونسكو والتي تؤكد أن القدس محتلة ولا سيادة لإسرائيل عليها، وفي قرار سابق اتخذ عام 2016 نفى وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى الذي تسميه إسرائيل حائط المبكى، وفي قرار آخر سبقه نص على ادراج البلدة القديمة المحتلة واسوارها ضمن قائمة المواقع الاثرية المعرضة للخطر، وغيرها من القرارات التي تحمي القدس من تغولها تحت احتلال لئيم.فكل هذه القرارات وأكثر لم تمنع أمريكا من من تلبية رغبات اسرائيل الاستمرار بعنجهيتها التي تضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط.
ترمب جاء ليعزز الاحتلال، ويدخل مصالحه الشخصية بصفته “حمو”، لزوج ابنته اليهودي المتعصب لاسرائيل، “وكرماله” فهو يغمض عينيه على الممارسات الأخيرة والسابقة المتعلقة بأعمال إسرائيل لتغيير معالم المدينة. لا يرى ترمب نواياها لهدم المسجد الاقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، ولا الحفريات التي تقوم بها اسرائيل منذ سنين تحت الحرم الشريف، بالاضافة،السماح لليهوم بدخول باحات الحرم، ومحاولة منع الفلسطينيين الصلاة فيه أو زيارة القدس، ولا ننسى ما قامت وتقوم به من بناء الأسوار البشعة لفصل القدس عمن محيطها.
المعيب وغير الانساني أن تتغاضى أمريكا، لا بل تشجع إسرائيل على بناء المستوطنات على جميع الاراضي الفلسطينية، لتهويد ما تبقى من الاراضي العربية. يشجع ترمب اليوم بانسحابه من اليونسكو، اعمال دولة محتلة تتصرف كأنها فوق القانون، وتطبق سياسة الفصل العنصري بامتياز.
سياسة اسرائيل العنصرية، اصبحت واضحة لمن لم يصدقها من قبل، ولذلك، أصبحت منصات مؤسسات الأمم المتحدة تسمع صوت الدول الشريفة التي تندد بهذه التصرفات، وتصوت الى جانب الفلسطينيين، الذين يرفعون العلم الفلسطيني على أكثرها. لجوء الفلسطينيين الى منظمات الامم المتحدة المتعددة، اصبحت تزيد من فضح إسرائيل، وكشفها امام العالم.
هذه الحقائق مع الاسف، لا يستثمرها العرب استثماراً ايجابياً، بسبب عدم وضوح الرؤيا، وتضارب المصالح، حتى وصلت الى التحيّز للدول الاجنبية في انتخابات اليونسكو الأخيرة، بعد انسحاب المرشحة المصرية لتنجح المرشحة الفرنسية على حساب المرشح القطري العربي . تتضرر المصالح العربية العامة وهي تعيش اليوم في دوامة” الفوضى الخلاقة “، التي اخترعتها امريكا لخدمة مصالحها. أمريكا وإسرائيل يعملان اليوم بأسلوب استعماري جديد لمزيد من التفتيت بين العرب و إشعال الحروب التي تعزز ذلك بالاضافة لخطتها لنهب مال العرب وثرواته.
أمريكا ترمب بانسحابها من اليونسكو تتحيّز لاسرائيل، بشكل علنيّ لا تستحي منه، وهي ماضية في تشجيع اسرائيل بطريقة غير مباشرة لتهويد القدس وأيضاً تعزيز سياستها العنصرية، ويظل السؤال الدائم للعرب، ماذا نحن فاعلون غير الاستكانة لهذا الاستعمار الذي تتزعمه اسرائيل لتحقيق اهدافها والاستيلاء على ما تبقى من فلسطين وتغيير ملامحها ؟ فهل من إجابة غير تمنياتي أن لا يظل هذا الرئيس رئيساً لأقوى دولة في العالم لكي تظل اليونسكو ومنظمات الأمم المتحدة توهمنا أن هناك أملاَ في محاولاتها لتطبيق القرارات الدولية؟.