حملات توعية تطلق من مؤسسات طبية واجتماعية، من مدة لأخرى، تحاول إرسال رسائل تعليمية للناس بشكل عام أو لشريحة من الناس في المجتمع “ لمن يهمه الامر” . وهي بلا شك تصل الناس، بوسائل وادوات متنوعة، تقليدية أو حديثة ومنها وسائل الاتصال الاجتماعي منذ أن أصبح الموبايل بين أيدي الصغير والكبير أو بين المتعلم وغير المتعلم. أبرز هذه الحملات، الحملة التي تهدف الى زيادة الوعي بسرطان الثدي، بشكل خاص، وهي حملة عالمية تعم العالم بعلامة وردية اللون خلال شهر أكتوبر من كل عام .
في هذا الشهر تقوم ( مؤسسة الحسين للسرطان) بإطلاق حملتها السنوية وشعارها ( افحصي… وطمنينا ) التي تنشرها بشكل واسع بوسائل الإعلام . تركز الرسالة على المرأة لأهميتها لنفسها كإنسان أولا كما وجودها الضروري كأم وزوجة وأخت، لها دورها الهام في حياة كل من حولها لخلق السعادة والحياة الجميلة . وفي الرسالة رسائل إنسانية كثيرة في كلمات قليلة تقول مخاطبة المرأة : “ بوجودك … بتكمل فرحتنا / بوجودك بتحلى جمعتنا/ بوجودك .. بتكمل قعدتنا ../ بوجودك .. الحياة لها طعم ومعنى ..” ). ولعل الصورة المعبرة الجماعية لعائلة من الكبار والصغار من الذكور والاناث السعداء يحتفلون بالحياة وعيد ميلاد أحدهم المرافقة للكلام، ما يعزز الرسالة ومضمونها الإنساني الكبير .
هذا النوع من الرسائل التي تهدف للثقافة الفردية والجمعية والمؤسسية لها تأثيرات كبيرة لتحفيز الناس على ثقافة أصبحت ضرورية وبشكل مستمر في مجتمعنا كما المجتمعات الأخرى التي تعاني نسبة ليست قليلة من هذا المرض الذي يصيب النساء، ويخطف الكثيرات من بين أيدي الأحبة . ولعل البدء مبكراً بالتعريف بالمرض لافراد العائلة من أطفال وكبار من الأهمية بمكان وثقافة ضرورية نحن بحاجة لها، وخاصة أن الفحص المبكر يزيد من فرص الشفاء من المرض بشكل كبير يبلغ حوالي 90%، كما تؤكد معلومات المركز .
وفي هذا السياق فالثقافة، بمعناها الواسع لا تعني أن يكون الإنسان قد فك الحرف وجلس على مقاعد الدراسة في المراحل المختلفة من حياته كما ييدو للكثيرين، فالثقافة بشكل عام، هي القيم المعرفية والاخلاقية والاجتماعية، نكتسبها ونتأثر بها في البيت والمدرسة والمجتمع بشكل عام، وبسياق متكامل سواء الثقافة أكانت شخصية أو عامة، أو علمية وشعبية . ولعل هذا يقودنا الى عوامل أخرى مرتبطة بالصحة في المجتمع، وبالعادات السلبية التي تعمل على تسبب مرض السرطان ومنها التدخين بشكل عام، وتدخين الأرجيلة بشكل خاص، التي أصبحت ظاهرة خطيرة، فرغم الحملات التثقيفية للمركز ووسائل الاعلام والمنتديات الثقافية التي تؤكد خطورتها على الصحة فما زالت هذه الظاهرة مستفحلة وبحاجة لتجاوب المدخنين والمقاهي التي تستضيف محبي الأرجيلة علهم يقلعون عنها .
لقد تمكنت مؤسسة الحسين للسرطان من الوصول الى مكانة علمية وشعبية واسعة، ونجدها اليوم بعد التوسعة الجديدة تجعل من المكان العصري المجهز بأحدث الالات، وبأفضل الأطباء المتخصصين بأنواع المرض والأطقم المكملة من الممرضين والممرضات بالإضافة للإدارة القوية أن تكون أفضل المستشفيات المتخصصة بمرض السرطان في المنطقة حيث يجمع الاهتمام بالأطفال والكبار في معلم واحد.
نعم،نحن بحاجة ماسة للتجاوب مع مؤسسة السرطان لدعم جهودها المشكورة في هذا الشهر وكل يوم،و التثقيف حول مرض السرطان بأنواعه، ومسبباته،وكيفية امكان الوقاية منه، ونوع الاغذية، وكيفية التعامل مع المرض الممكن الشفاء منه للتمتع بالحياة والسعادة مع من نحب .ولا بد من نشر الثقافة في البيت والمدرسة والمجتمع، علّ الرسائل تصل الجميع، في هذ االشهر، وكل يوم . . مع التحية والتقدير لمؤسسة الحسين للسرطان . ..