في محاولة استفزازية جديدة وبفم ملي بالسطحية والاستفزاز واصل بنس نائب الرئيس الامريكي ، رسالة الصهيونية ، يزوّر فيها الحقائق والتاريخ , فأثناء خطابه السطحي الذي يدل على جهل تام لهذه الادارة بالتاريخ والجغرافيا ، واصل بنس أمام الكنيسيت الاسرائيلي ،التغني بعبقرية ترمب ، وهو يقول : “ إن ترمب صلح خطئاً تاريخياً عمره 70 سنة “ وهو يشير الى قراره غير العقلاني حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ، ونقل السفارة الامريكية اليها ودون خجل اصرار أمريكا نقلها قبل نهاية العام الحالي . ، لا يجرؤ بنس ورئيسه من قراءة تاريخ القدس ، ليعرف أن القدس العربية القديمة التي تضم المسلمين والمسيحيين، ورموزهم الدينية والاجتماعية ، المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة ، وحائط البراق ،وكنيسة القيامة ، هي لهم منذ قبل الاف السنين ، ولعل هذه المعالم لهي أكبر دليل ولعل المعالم العمرانية ، والاجتماعية في القدس الشرقية والغربية تؤكد ذلك . فبنس وبكل رخص يتملق لترمب واليهود ، وهو يرى أن نقل السفارة الامريكية قد بدأ من اليوم ، وكأنه يزيد الغيظ .، ويقدم العطايا للمتطرفين وليزيد تعقيد القضية التي كانت أمريكا لأكثر من ربع قرن تتلاعب بمفاهيم السلم ، وتكثف من القرارات الاستعمارية التي اصبحت “ضحك على اللحى” .
يعمل الرئيس عباس خيراً ، وهو يطلب من دول الاتحاد الاوروبي ، الذين يعرفون الحقائق ، بأنهم مخطئون لليوم ، لعدم اعترافهم بدولة للفلسطينيين ، دولة مستقلة، ولأوروبا مواقف وتعاطف من هذا الحق للفلسطينيين . يعرف الاوروبيون أنهم للآن مقصرون ، لأنهم سمحوا لأمريكا أن تتطاول على جميع الحقوق الشرعية ، وسمحوا لها أن تتصرف مع الصهويونية ، والمتطرفين ، لكي يواصلوا احتلال فلسطين ، وينكلوا بالشعب الفلسطيني الصامد . رغم تعاطف بعض الدول الاوروبية مع القضية الفلسطينية الى حد ما ، فإنهم من جانب آخر يقفون متفرجين على ترمب ، بأن يتصرف مع نتنياهو ، كقطاع طرق ، فنتنياهو يقوم بالليل والنهار بضم ما يوسعه من مساحة المستوطنات ، ويسرق كل ما شاء من الاراضي الفلسطينية ويبني المعابر ويحدد الحدود التي تناسب سياسته الاستعمارية الجديدة لحد الان ، وهو يرى حدوداً أوسع في أحلامه .
لعل الدول الاوروبية اليوم ، تكون أكثر جرأة للوقوف في وجه أمريكا ، وبخاصة ، وقد انكشف للعالم ، أن القطب العالمي الاوحد ، يحكمه رئيس متهور ، لا يصلح أن يكون وسيطاً للسلام وحل القضية الفلسطينية ، التي تكالب عليها الطامعون ، منذ البداية لخدمة مصالحم ، ولعلهم يتذكرون واقع الحال منذ وعد بلفور وطمع بريطانيا “العظمى “ فيها وساهمت بإقامة أسرائيل . وهناك أصوات أوروبية ترتفع بعد زيارة عباس للاتحاد الاوروبي ، ردا على قرار ترمب ، في امكانية الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة هي : لوكسمبورج و ايرلندا وبلجيكا التي نأمل ان تصمد أمام التحركات الاسرائيلية لاعاقة ذلك .
إن الرد على جريمة ترمب فيما يتعلق بالقدس ، يجب أن يكون في هذه المرحلة ، القيام بدور أكثر ايجابية للاتحاد الاوروبي لكي يلبي مطالب الفلسطينيين المشروعة وفق قرار الامم النتحدة 194 ، بالاضافة للمساهمة في تخفيف وحشية الاحتلال ضد المقاومين له حتى العودة . إن الاوروبين يعرفون ، أنه مهما طال الزمن لن يتنازل الفلسطينيون عن القدس عاصمة أبدية لهم وليسألوا بريطانيا . وبهذا السياق ، فإن زيارة بنس للمنطقة ، تعتبر زيارة استفزازية ، جاء بنس يحكي باسم رئيس غبي مغرور ،غير كفؤ ، جاء وهو ، يتجاهل كل التحركات والمطالب الفلسطينية من أجل السلام والعيش بأمان في أرضهم . يعرف الاوروبيون ذلك عن ترمب ، فليعملوا بجدية أكثر لإيقاف تهور” القطب الأوحد” في العالم من مزيد الاستخفاف بالعالم، وإنصاف القدس وتاريخها العربي !