– بعد أن نالت درجة الدكتوراة في «وسائل الاتصال الجماهيري» من جامعة «سيراكيوز» في الولايات المتحدة الأميركية العام 1975، لتكون بذلك أول أردنية تحصل على هذه الشهادة في مجال الصحافة والإعلام، بدأت د.عايدة النجار العملَ في عدد من مشاريع منظمة الأمم المتحدة بنيويورك، مستندةً إلى معرفتها بواقع الإعلام العربي والعالمي، فضلاً عن اهتمامها بالقضايا السياسية والاجتماعية، خصوصاً تلك المتصلة بالمرأة.
وكانت د.النجار التي حصلت على بكالوريوس العلوم الاجتماعية من جامعة القاهرة في أواخر الستينيات، قد بدأت مشوارها في وزارة الزراعة الأردنية، حيث عملت في قسم الإرشاد الريفي، وهي المحطة التي تقول فيها: «استطعت من خلال هذا العمل، زيارةَ العديد من القرى الأردنية، ودراسةَ احتياجاتها المختلفة من قرب، والتعامل مع الناس البسطاء، وإشراكهم في إقامة مشاريع تمكّنهم اقتصادياً، وتنهض بأوضاعهم اجتماعياً».
وبوحيٍ من عملها هذا، وضعت د.النجار كتيّباً بعنوان «بيتنا السعيد» ناقشت فيه موضوع تحسين الحياة في الريف اجتماعياً واقتصادياً، مع الحفاظ على ما تتصف به هذه الحياة من بساطةٍ وتعاون وتكافل.. ودعت النجار إلى ضرورة أن لا يؤثر أي مشروع تطويري على طبيعة القرية، وعلى كونها مكاناً للإنتاج الزراعي خصوصاً.
وبعد أن نالت النجار شهادة الماجستير في تخصصَي الصحافة، والتنمية البشرية من جامعة كانساس في الولايات المتحدة الأميركية في أوائل السبعينيات، عملت، بعد عودتها إلى الأردن، في وزارة الخارجية، في قسم المنظمات الدولية، ثم في القسم السياسي، وكانت من أوائل الدبلوماسيات الأردنيات في الوزارة، كما كانت أول أردنية تُعَيَّن قنصلاً في السفارة الأردنية بفرنسا، ومن خلال عملها سعت د.النجار، كما توضح، إلى : «إبراز الوجه المشرق للأردن بشكل عام، وللمرأة الأردنية بشكل خاص»، فكان لها نشاطات متعددة في المجال الإعلامي، ومساهمات ثقافية قدمتها عبر منظمة اليونسكو.
توسّعت دائرة عمل د.النجار لتشمل المستويين الإقليمي والدولي، حيث عملت في مجال الإعلام، وبرامج التنمية المستدامة، وتطوير المشاريع الصغيرة، واهتمت بقضايا المرأة، والقضايا الاجتماعية والاقتصادية عموماً، في عدة دول عربية وأجنبية. وخلال هذه المسيرة، التحقت د.النجار بمنظمة الأغذية الزراعية (الفاو) في روما، وكانت مسؤولة عن مشاريع المرأة الريفية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ومندوبة الممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن، وتقول حول هذه التجربة: «من خلال عملي في منظمة الأمم المتحدة للتنمية، أشرفت على تنفيذ عدة مشاريع تنموية تهدف إلى النهوض بجوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في الدول التي عملتُ فيها»، وتضيف في السياق نفسه: «من المفارقات، أنني عشت في أغنى دول العالم، وأكثرها تقدماً، كما عشت في أفقر دول العالم وأكثرها بعداً عن المدنية، لذلك حاولت قدر استطاعتي أن أنقل التجارب الناجحة في بعض الميادين، للدول الفقيرة التي هي بحاجة ماسة إلى المشاريع التنموية المستدامة».
وترى د.النجار أن المرأة العربية عموماً، والأردنية بشكل خاص، ما تزال بحاجة إلى المساندة، من أجل النهوض بأوضاعها في مختلف المجالات، فعلى الرغم من الخطوات الكبيرة التي حققتها المرأة لإثبات جدارتها واستحقاقها في المجتمع، من خلال تفعيل دورها في القطاعات المختلفة، إلا أنها ما تزال، خصوصاً في الريف، بحاجة إلى المزيد من التوجيه والدعم، سواء من مؤسسات القطاع العام أو الخاص أو وسائل الإعلام المختلفة، من خلال تخصيص برامج ونشاطات تلبي احتياجاتها، وتتيح لها المشاركة في عملية التنمية الشاملة.
هيا صالح