اهدتني الدكتورة عايدة النجار كتابها القيم صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن 1900 – 1948 والذي اصدرته المؤسسة العربية للدراسات والنشر. قرأت فصول الكتاب الذي يقع في خمسمائة وثلاث واربعين صفحة ويتألف من تسعة فصول مع ملاحق شملت صور نخبة من اعلام الصحافة والفكر في فلسطين.

ولا شك بأن الصحافة الفلسطينية لتلك المرحلة التاريخية اعتبرت وثيقة هامة عكست صورة واضحة عن الوضع العام في فلسطين سواء من الناحية الاقتصادية او السياسية او الثقافية او الاجتماعية ، ولعبت دورا وطنيا ايجابيا بالرغم من مراحل الركود والخلافات والممارسات الخاطئة من سلطات الانتداب آنذاك… واعتبرت الصحافة في تلك المرحلة مصدرا وثائقيا وسجلا واضحا لتاريخ الصحافة الفلسطينية يعود اليه السياسيون والمثقفون والمؤرخون والكتاب عند الحديث عن تلك المرحلة من حياة الشعب الفلسطيني.

لقد بذلت الدكتورة عايدة النجار جهدا مكثفا ومتعبا في اعداد هذه الدراسة فقد وفرت في الفصل الاول من الكتاب معلومات دقيقة وموثقة حول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني منذ مطلع القرن الماضي.

اما الفصل الثاني في الكتاب فيلقي الضوء على الواقع الفلسطيني في العشرينات عندما تطورت الحركة السياسية وبرزت الزعامات وعقدت المؤتمرات التي خرجت برفض وعد بلفور والهجرة اليهودية ، ثم عن دور الصحافة في دعم الكتل السياسية والزعامات الفلسطينية التي تنازعت على السلطة وكذلك دور المرأة الوطني.

اما الفصل الثالث فيتحدث عن دور الصحافة تحت عهد الانتداب بعد هبة البراق عام 1929 وحتى ثورة القسام 1935 ، وعن الاحزاب التي اتخذت صحفا تصدر باسمها وعن دور الانتداب في الحد من حرية الكلمة.

اما الفصل الرابع فقد ضم معلومات عن تطور الصحافة ودورها في مساندة الثورة الفلسطينية 1936 وابراز دور ابناء الشعب الفلسطيني.

اما الفصلان الخامس والسادس فيتحدثان عن دور الصحافة في ابراز اخبار مشروع التقسيم 1937 ومؤتمر بلودان ودور الفلاحين في الثورة وتعاطف الصحافة مع المعتقلين من الكتاب والصحفيين والعمال والموظفين والزعامات السياسية.

اما الفصلان السابع والثامن فيتحدثان عن آليات مراقبة الصحافة وقمعها وقوانينها، وعن انشاء مكتب المطبوعات ودار الاذاعة الفلسطينية وعن دور المثقفين والسياسيين في البرامج الثقافية وقد وثقت بعض فصول الكتاب بتقارير كانت تعتبر سرية كانت ترسل عن طريق المندوب السامي لوزارة الخارجية البريطانية.

اما الفصل التاسع وهو الفصل الاخير فقد تحدث عن آخر مراحل الصحافة الفلسطينية 1940 – 1948 وعن تشردها بالاضافة الى هذه الفصول التسعة التي تتحدث باسهاب عن كل مرحلة فقد تضمن الكتاب ملاحق عن اسماء الصحف ومؤسسيها والعقوبات التي كانت تفرض على الصحف وتراجم لابرز الصحافيين امثال ابراهيم الشنطي واحمد العقاد واكرم زعيتر وبولص شحادة وجريس العيسى وخليل السكاكيني وخليل بيدس وحسن الدجاني وحازم نسيبه وخيري حماد ورجا العيسى وعبدالكريم الكرمي وعارف العارف وعيسى البندك وعيسى السفري ومعين بسيسو ومحمد سيف الدين الايراني ونجيب نصار الذي كان يطلق عليه لقب شيخ الصحافيين ووديع اللبناني ويوسف حنا وعبدالرحيم محمود وسليم قبعين وعجاج نويهض وايراهيم طوقان وغيرهم.

كما تضمن الكتاب عدة ملاحق عن تبرعات سيدات حيفا للمنكوبين واسماء المتبرعين لدعم لجان الدفاع عن حقوق المهاجرين وعن حديث المرحوم نجيب ابو الشعر الذي كان المرشح الوحيد لسمو الامير عبدالله الاول في المجلس التشريعي / شرق الاردن الذي تحدث عن بث روح الوطنية وضرورة التكاتف والتأكيد على ان الجهل والوطنية ضدان لا يجتمعان.

كما تضمن الكتاب ملاحق عن الصحف العربية والنشرات والدورات الصادرة في فلسطين باللغة العربية والتي بلغ عددها قرابة مائتين وثلاثين دورية وعن اصحاب امتيازات الدوريات.

كما تضمن الكتاب ملاحق عبارة عن صور لنخبة من اعلام الصحافة والفكر هذا الجهد الكبير الذي بذلته الدكتورة عايدة النجارة يستحق التقدير الكبير ايضا لانه يعتبر توثيقا هاما لمرحلة هامة من تاريخ الشعب الفلسطيني والصحافة الفلسطينية استندت فيه الى مراجع كثيرة وهامة فقد استعانت بسبعة وخمسين مرجعا باللغة العربية واجرت مقابلات مع عشر شخصيات هامة وبست وثلاثين دورية كما استعانت بخمسين مرجعا باللغة الاجنبية. كتاب صحافة فلسطين يستحق الاقتناء

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment