»كلية ارئيل« صهيونية متعصبة من اساتذة ومناهج، موجودة في مستعمرة ارئيل شمالي الضفة الغربية، وهي احدى اكبر المستوطنات التي يخطط شارون لضمها لاسرائيل، اذا ما وجد حلا، او تسوية نهائية بين اسرائيل والعرب.


هذه الكلية التي ترمز للتعصب بجميع مفاهيمه غير الانسانية، حظيت بالامس القريب باهتمام شارون الذي وافق على ان تصبح »كلية جامعية«، وبهذا فقد رفع مستواها وسياستها ودورها العنصري لمرتبة اعلى! وستكون اول جامعة للمستوطنين، او اول جامعة »متخصصة بالعنصرية«.
الجامعة المستقبلية هي ابنة شرعية، من صلب »جامعة بارايلان« المعروفة بعنصرية اساتذتها وتميزهم بين الطلبة العرب واليهود، وقمع الفكر العربي كما جرى مؤخرا في محاضرة لاحد الاساتذة. وقد »فاحت رائحتها« الشهر الماضي بسبب ذلك، مما حرك »جمعية الاكاديميين البريطانيين« في رسالة مفتوحة، لمقاطعتها مع امكانية مقاطعة الجامعة العبرية، وتل ابيب وحيفا لنفس الاسباب، وتمكنت جمعية البريطانيين من فضح الجامعة »بارايلان« على الانترنت وتجاوبت معها جامعات العالم ووصلت »الرسالة«!


يتزامن هذا مع تحركات رموز صهيونية نفعية، وبشكل خاص، استقالة »ناثان شارنسكي« وزير شؤون الشتات والقدس في حكومة شارون. ولمن لا يعرف هذه الشخصية، فشارنسكي بالاصل من الاتحاد السوفياتي، حيث تفكك معه على اثر »معول« غورباتشوف الذي »هد« بلده بمساعدة الولايات المتحدة والنشاط الصهيوني، فرّ بعدها شارنسكي الى اسرائيل »موطن« الاباء والاجداد حيث وجد له فيها موقعا ومركزا في الكنيسيت، وهوية سياسية تحدى بها حزب الليكود والعمل والاحزاب الدينية، واتخذ لنفسه موقعا على هوية »يهود السوفيات« الذين نراهم مهمشين يعاملون بأسلوب غير انساني في موطنهم الخيالي.


استقال شارنسكي من حكومة شارون بالأمس القريب احتجاجا علي سياسة شارون للانسحاب من قطاع غزة واجلاء المستوطنات المعششة هناك. وهذا التحرك كما يبدو هدف به »خلخلَة« حكومة شارون.


وأما رد فعل شارون فكانت ان حاول تهدئته وتطييب خاطره، بالموافقة على تحويل الكلية لجامعة، او »لاول جامعة« للمستوطنين المتطرفين.
يقوم شارون بذلك وهو يدعي »السلام« ويحاول اقناع العالم بهذه الكذبة دائمة التجديد، خاصة ان »لشارنسكي« مكانة في قلب بوش الذي يعرف عن كتابه المعنون »حالة الديمقراطية«، اقول يعرف عنه ولم يقرأه »كما اعتقد«. الا ان العنوان يتلاءم مع كلمة السر في سياسة رئيس الولايات المتحدة »الديمقراطية« التي كما يبدو تحمل في ثناياها التناقض واختلاف المعايير، ومفاهيم حقوق الانسان.


العنصرية متجذرة في السياسة الصهيونية، من كلية ارئيل الى كتاب شارنسكي، الى ديمقراطية شارون وبوش وسياستهم جميعا لايجاد المزيد من التطرف باشكاله لحماية اسرائيل! وترسيخ وتسمين وتطوير الاستعمار الاستيطاني في فلسطين.

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment