خلال الأمسية النقدية لكتاب د. عايدة النجار « بنات عمان أيام زمان» والتي أقيمت في منتدى الرواد الكبار مساء أمس الأول عاين د. سلطان المعاني نصوص الكتاب بطريقة نقدية أدبية فريدة، مشيرا إلى أن عايدة النجار في كتابها هذا المجبول بعبق الزيزفون والريحان صورت لنا عمان اقرب ما تكون إلى اللوحة الريفية بصفائها وبراءتها وجمال طلتها، حيث كانت بناتها شاهد الوعي ورائدات التغيير، فالجبال العمانية ، والأدراج ، ووسط البلد، ومدارس بنات أروى بنت الحارث وزين الشرف.. وشواهد تلك الخطى صبايا عمان اللواتي كبرن فيها وكبرت بهن.
وأضاف المعاني التي افتتحتها بكلمة ترحيبية رئيسة المنتدى هيفاء البشير « ان الكتاب بعث لذاكرة المرأة عن عمان الخمسينات، المتصالحة مع المرأة ، فأحبتها وترعرعت في ربوعها، وتشكلت شخصيتها في أجواء الحرية والالتزام والانفتاح على المجتمع المحلي والعربي والعالم.
وأشار المعاني إلى أن الكتاب يحوم حول فن السرد القائم على الحكاية ، والتي تقترب من كل الأشياء حولها، الأقران والمكان والذات.. وقد نظمت عايدة النجار في توليفة متناسقة سيرة الذات والآخر، فجاء السرد شموليا في مجالاته، اتكأ الذاتي والغيري فيه على المدينة ، فانسحب الذاتي الاجتماعي على المكان والأقران مما منح المؤلفة فرصة البوح الشفيف الصادق بلا لجلجة ولا تردد.
وبين الباحث المعاني ان الكتاب بسط مساحة السرد السيروي على مجالات الإبداع الأخرى الأدبية والثقافية والسياسية والعمرانية، حيث استحضر ذاكرة المدرسة والطريق ، فهو سيرة الجماعة ، كون عايدة النجار تتحدث عن نفسها في استذكارها قريناتها وأقرانها والأحداث التي عايشوها، وتعكس صورتهم وهي تتناول جانبا ذاتيا خاصا عايشته وتأثرت به، وهذا مدخل آخر جميل، قاوم في النفس ترددات النكوص عن السرد الذاتي في بعض المسكوت عنه في السيرة الذاتية العربية.
بعد ذلك قدمت الباحثة د. عايدة النجار عرضا سريعا للكتب مبينة ان بنات عمان أيام زمان يسترجع صورة ذاكرة المكان والإنسان ? عمان وناسها ? وان كانت بنات المدرسة هن « البطل» داخل المدرسة وفي المدينة حيث تتقاطع الأسواق والشوارع والمكاتب والمستشفيات والدور والمعالم العمرانية والحضارية.
وأشارت النجار إلى أن نصوص الكتاب ركزت على الطريق إلى المدرسة حيث الدكاكين في السوق المكان الذي فيه ملامح المدينة العتيقة وأهمها سوق البخارية والبلابسة الشعبي وسوق اليمانية لشراء المسابح والدبابيس والخواتم الرخيصة، والبضاعة الشعبية التراثية، مبينة ان هذا السوق ما يزال يحمل ذاكرة البنات اللواتي كن يترددن عليه وهو احد المعالم التراثية التي يجب المحافظة عليها.
كما استعرضت المؤلفة مكان وجود الباص رقم3 ، حيث ظل في ذاكرة البنات وهن في الطريق الى مدرسة زين الشرف، وكم كن يتسابقن للولوج للباص لتجلس المحظوظة في الكرسي الامامي، الذي يوفر فرصة لاختلاس النظر الى الطلاب من خلال المرآة الكبيرة المثبتة أمام السائق، وكان الاعجاب البرىء الرومانسي من بعيد سمة العلاقات بين الولد والبنت.
وكانت هيفاء البشير رئيسة المنتدى قد افتتحت اللقاء بكلمة ترحيبية أشارت فيها إلى أن المنتدى عاد لممارسة نشاطه الثقافي بعد عيد الفطر ، حيث سيتم عقد اللقاءات والمنتديات الفكرية أسبوعيا .
ماجد جبارة