قوبل كتاب «القدس والبنت الشلبية» للباحثة د.عايدة النجار ومثله «بنات عمان أيام.. ذاكرة المدرسة والطريق» بحفاوة بالغة في مجتمع العمانيين والعمانيات.
استذكرت الكاتبة في محاضرة اقيمت في النادي الارثوذكسي في عمان، بدعوة من (نادي انروييل ?عمان)، مدينة القدس وحياة أهلها الفلسطينيين العرب من مسلمين ومسيحيين في النصف الأول من القرن العشرين, وقبل الشتات.
واستعادت د.النجار في المحاضرة التي قدمتها فيها رئيسة (نادي انروييل?عمان) عبلة السقا ما كانت القدس عليه قبل نكبة 1948, ونشاط أهلها الذين كانوا يعملون لتقدم البلد ونمائه رغم الانتداب البريطاني الغادر الذي أصدر وعد بلفور ووعد اليهود بدون حق «بوطن قومي لليهود» على حساب أهلها العرب من مسلمين ومسيحيين.
ووصفت المحاضرة صورة مدينة القدس المكان الذي له خصوصية داخل المدينة العتيقة والحياة الاجتماعية التي شكلت نمطا ثقافيا في البناء والملبس والمأكل والتعليم والعلاقات بين الناس, والعادات والتقاليد.
واسترجعت صورة البيوت الفلسطينية داخل السور وخارجه والتي تتميز بالحجر الذي له أسماء « المسمسم, والملطش, والطبز» وقد بنيت بأيدي العمال الفلسطينيين المهرة وبحجارة اقتلعت من أرض فلسطين الطيبة .
ووصفت كيف توسعت المدينة إلى خارج السور, حيث ترك الكثيرون إلى منازل جديدة أوسع وفي أحياء جديدة مثل القطمون والبقعة والشيخ جراح والثوري وغيرها, ورغم ذلك احتفظ أهل القدس بدور الآباء والأجداد العتيقة التي ظلت عامرة بالأجيال المتتالية لأن القدس العتيقة لا مثيل لها بين المدن.
واستحضرت د.النجار العلاقات الاجتماعية والإنسانية التي كانت تربط الأمكنة في القدس، وجاءت بأمثلة من روايات الأمهات والجدات, والحنين للقدس أيام زمان، وتبادلت النجار المعلومات عن طبيعة الأرض الفلسطينية الزراعية الخصبة وجمال الريف الفلسطيني وثرائه بالزهور البرية التي يتجاوز عددها ال500 نوع بالإضافة لأشجار الزيتون المعمرة التي تقلعها إسرائيل اليوم لبناء المستوطنات عليها.
واوضحت د.النجار أن هذه التسمية «البنت الشلبية» ومعناها المرأة الجميلة, اقتبستها من مفردات المقادسة, الذين يستعملونها أكثر من المدن الأخرى لتضفي خصوصية عليها وكانت هند الحسيني مؤسسة دار الطفل التي أوت فيها أطفال دير ياسين تستعملها بكثرة وتحن لأيام زمان وتروي القصص المتعلقة بالمرأة والعائلة.
وركزت النجار على إبراز دور المرأة الفلسطينية ومسيرة نهضتها ودورها في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والمشاركة برفض وعد بلفور والاستعمار الانجلو صهيوني.
وتوقفت د.النجار عند اهتمام أهل فلسطين والقدس بالتعليم حيث كان أبناء القرى والمدن الفلسطينية الأخرى يؤمون القدس للدراسة في مدارسها العريقة ومن مدارس الأولاد الإبراهيمية والرشيدية وروضة المعارف والكلية العربية والتي خرجت أبرز رجالات الأردن وفلسطين.
والمحت المحاضرة إلى مشاركة النساء في العمل الاجتماعي واغاثة الفقراء منذ العشرينيات ووجد عدد من الجمعيات الخيرية المسيحية والإسلامية في القدس ويافا وحيفا ونابلس ورام الله وبيت لحم وغيرها وقمن بأعمال تدل على وعيّ ونهضة نسائية.
يشار إلى ان النجار تحمل درجة الدكتوراة (Ph.D) من جامعة سيراكيوز/ نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (1975) في (وسائل الأعلام والاتصال الجماهيري- والسياسة).
صدر لها كتاب (صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن? 1900- 1948)
سميرة عوض