كثير من الفقراء نراهم يتراكضون بشكل كبير في شهر رمضان في الشوارع يمدون الأيدي لطلب المساعدة . يتهم البعض هذه الشريحة من الناس أنها مخادعة وكاذبة وكل همها أن تبتز المشاعر .
ويحكي الكثيرون قصصا عن فقراء الشارع أنهم محتالون , فتلك المرأة التي تحمل بين يديها طفلا لا يتجاور الشهور من عمره هو طفل الجارة تشحد عليه مقابل مبلغ تتفق عليه كأية سلعة تباع وتشترى . قد يكون في بعض هذه الملاحظات شيئا من الحقيقة . إلا أنني أرى أنهم فقراء بمعنى الكلمة , حتى وإن كانت مدخراتهم من هذه المهنة “كبيرة “ وتعني ما حوشوه من فراطة خلال هذا العمل المضني . فالفقر ليس عيبا ولكنه فقر مذل عندما يفقد الانسان كرامته وهو يمد يده لطلب المساعدة بهذا الشكل العلني . ورغم أنني لا أحبذ هذا النوع “لجمع المال “ولا ظاهرة التسول التي تحاول وزارة التنمية الاجتماعية مكافحتها دون نجاح حتى الان . إلا أنني لا أتردد من المساعدة وإن كانت قليلة والطفل يحاول التحايل عليّ من أجل بضعة نقود . أو الشيخ الكبير الذي يحاول بيعي “العلكة “ التي لا يستطيع أن يلوكها لأن ليس له أسنان ولا ضروس فقد سقطت الى غير رجعة ولا أعتقد أنه زار طبيب أسنان منذ شبابه .
“الفقر ليس عيبا “, فهذا ليس قولا بل حقيقة . وكما نعرف أن نسبة معدل الفقر في الاردن تبلغ 13,3%ولهذه الظاهرة أسباب لا زالت تتفاعل لأن مؤشرات محلية وإقليمية ودولية متعددة ,تتضارب وتؤثر على النمو الاقتصادي المربوط بشكل قويّ مع دول ومؤسسات دولية مثل البنك الدولي مثلا . فكيف لفقير الشارع الذي ليس له بيت فيه ضروريات الحياة من الماء والكهرباء والكساء و كيف له أن يعيش حياة كريمة وهو يبحث عن المأكل والملبس في ظل ظروف صعبة تزيد الفقراء فقرا وتزيد كثير من الاغنياء مالا ., وكما يقول المثل الشعبي : “ المال بيجر المال والقمل بيجر السيبان “ . هذا واضح في وقتنا الحالي بالضرر يعود على “ الجميع “ .وقد واجهت حكومة النسور للان مشكلات ونقاشات طويلة وعلى جميع المستويات لحل المشكلات الاقتصادية ولم تأت حكومة من قبل “طويلة بال “مثلها علها تجد حلا .
تقوم الحكومة بمحاولة حل المشاكل الاقتصادية التي تتفاقم كل يوم باسلوب جعل المواطن الفقير الجائع المشاركة في حل المشكلات المستعصية . ومع الأسف فهي لا زالت واقفة في طريق مسدود للان . وكان أخر” خبر” في هذا السياق وهو تطمين الناس أنها لن ترفع ثمن “ الخبز “, وهي المادة الأساسية التي يغمس الفقير فقره بها ليبقى حيّا . ولا أعتقد أنه حتى من الضروري تطمين الناس لأن الخبز يجب أن يظل خطا أحمر . ولا زلت عندما أمر من مكان فيه قطعة خبز مهملة , أرفعها عن الارض “وأبوسها “ وأضعها على رأسي وابعدها كي لا يدوسها أحد وكما يفعل كل الناس في مجتمعاتنا . نعم الفقر ليس عيبا ولكن العيب أن يطال هذا الفقر فئة كبيرة من الناس ويشعرها بعدم الأمان الاجتماعي سواء في البيت أو الشارع .” فليس بالخبز وحده يحيى الانسان “.