انتهت حالة الطوارئ التي كانت تحكم البيوت التي كان فيها توجيهي , بعد صدور نتائج الامتحانات. لن أناقش ردود الفعل عالية الصوت التي عبرت عن أفراح الناجحين ولا ضحايا الافراح كما يحصل كل عام ولكنني اقول مبروك لكل من اجتهد ومبروك لأهالي الناجحين الذين رفعوا حالة الطوارئ التي كانت مضروبة عليهم . وفي الحقيقة أن مثل هذا الوقت من كل عام تكون المناسبة للبلد بشكل عام وللمدارس والمؤسسات التعليمية ذات العلاقة بشكل خاص . ويحسب الاساتذة ومراقبو قاعات الامتحان حسابا خوفا من الطلبة المتحفزين للشر وبعض الاهالي المنتظرين خارج القاعات ليطمئنوا ويفزعوا لأولادهم إذا ما اعتدوا على المعلمين الذين يقومون بعملهم لضبط من يقوم بالغش “عينك عينك “ ..
امتحان التوجيهي أصبح الأهم في مثل هذا الوقت من السنة منذ سنين وهو الأكثر ترويعا للمجتمع , خاصة وقد تطورت الأ ساليب التي تشجع الطلاب على القيام بأي وسيلة لمعرفة “ الأسئلة “ والاستماتة للحصول عليها حتى وصلت لاستعمال التكنولوجيا الحديثة أي وسائل الاتصال مثل “ الواتس أب “ والفايبر”” لتكون نقمة وليس نعمة في مثل هذه الحالة أي الغش . نعم نقمة لأن أدوات الاتصال من موبايل وغيره أصبحت مشكلة بدل وسيلة لتسهيل الحياة ,. وقد يكون سبب فشل الكثيرين هو المغالاة في تضييع الوقت “ بالحكي الفاضي “بدل الدرس والاستعداد للامتحانات طوال السنة وليس فقط في مدة وجيزة قبل الامتحان .
الخوف شيء طبيعي للانسان , وملازمة الخوف من التوجيهي قد تكون مبررة ,لأسباب نفسية واجتماعية . فهذا الامتحان سيرسم الطريق لمن ينجح بمعدلات عالية جدا كما رأينا هذا العام أو معدلات وسط أو معدلات هابطة . وقد لوحظ هذا العام نجاحات بمستوى عال وصل بين 99% -97% . حتى مثل هذه المعدلات قد لا تسمح لدخول الطالب الى التخصص الذي يريد مثلا مثل الطب أو الهندسة التي أصبحت حلم الكثيرين كونها مهن أصبحت منظمة كالاهم والأكثر” بريستيجا . “.إلا أن الحقيقة الاخرى أن المجتمعات المتحركة للأمام أيضا بحاجة لتخصصات يحتاجها سوق العمل في المجالات الاخرى المتعددة المحترمة . مناهج التعليم لا تساعد الطلبة على التخلص من عقدة ثقافة العيب التي ترسخت في أذهان الاباء قبل الأولاد . فمشكلة الطلبة في سن الدراسة الثانوية أنهم يتعففون عن الاعمال المهنية ولا يجربونها في العطل حتى كهواية .
لقد أن الأوان أن تحل مشكلة المناهج المدرسية ومشكلة رسم الطريق للطلاب والطالبات باسلوب بعيد عن بعبع التوجيهي وعقدة ثقافة العيب علّها تساعد الناس للوصول الى علم وعمل ينفع كل الذين جلسوا على مقاعد الدراسة المنتظمة في هذه السنين .
ولوحظ هذا العام أن معدلات البنات العالية كانت الأكثر بين العشر الأوائل في التخصصات المختلفة من الأولاد . ولهن أقول مبروك فالأمكنة اليوم في الجامعات أصبحت محجوزة لعدد أكبر من الطبيبات والمهندسات والتخصصات الصعبة التي كانت محجوزة للشباب فقط . ولعل هذه الملاحظة تدل على أمكانية تغيير العقلية النمطية في المجتمع عن الأحق بالوصول للهدف عن كفاءة وليس بالوساطة أو التمييز كما حدث للكثيرين في الماضي دون حق . !