بدأ موسم المدارس والحركة التعليمية في عالمنا العربي وكذلك الكيان الصهيوني الذي يغتنم الفرص دوما ويحضّر لها، وهو بلا شك “ له في كل عرس قرص”. هذا العام وكالأعوام السابقة تحاول إسرائيل فرض تدريس المنهاج الاسرائيلي في مدارس القدس الشرقية . لم تكتف بمناهجها العنصرية التي تطبقها داخل الخط الاخضر لتدريس طلبتها اليهود في مدارسها الدينية وغير الدينية إذْ تسقيهم فيها روح العنصرية والكراهية للعرب ومنذ الصفوف الأولى . كانت إسرائيل قررت في العام الماضي فرض تدريس ما يسمى “ تعاليم وميراث “ في فلسطين المحتلة 1948 .
في هذا المنهاج تمجد إسرائيل بيغن وبن غوريون من مؤسسي الدولة اليهودية وتزرع في عقول الطلبة تراثا وتاريخا مزوّرا . إلا أن العرب رفضوا المنهاج الذي وضع ليدرس في العام 2013 .وأرغموا وزارة التعليم على التراجع .
تعود إسرائيل لمحاولة تطبيق المناهج الصهيونية على الطلاب العرب تحت الاحتلال على خمس مدارس حكومية في محيط القدس وتشمل مدارس في بيت حنينا والشيخ جراح وصور باهر- ثلاث مدارس -. ويرفض هذه المرة مسؤولو المدارس من اداريين ومعلمين قبول هذا المنهاج وفيه ما يشير “للمحرقة أو الهولكوست “ . مناهج اسرائيل تدريس الطلبة بأن “ إسرائيل دولة ديمقراطية تحترم فيه حقوق الانسان “، وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة التي فيها وثائق عملية يومية من المعاناة تحت الاحتلال وقتل الطلبة والأطفال. بالاضافة إلى أن إسرائيل تضع القدس كأهم محور وأهم موضوع تحاول فيه غرس رغبة وحلم فاشل بأن القدس هي “عاصمة إسرائيل الابدية “ .
يتزامن منهاج إسرائيل التعليمي ومحاولة فرضه على الفلسطينيين، بالهجمة المتواصلة على القدس الشرقية وضم الضفة الغربية لإسرائيل وتغيير معالم القدس وهويتها لتصبح يهودية تضع التشريعات والقوانين التي تخدم التوسع الاسرائيلي والاستيلاء على ما تبقى من الاراضي العربية .و تقوم ببناء مئات الالاف من الوحدات السكنية لاستجلاب اليهود من جميع أنحاء العالم وكما كانت تفعل من أجل زيادة عدد سكانها الذي يبلغ عددهم 7,8 مليون نسمة كما تقول احصائياتهم الأخيرة . ولعل نشاطهم المكثف التي تقوم به في منطقة القدس يشير الى تصميمها على جعل القدس عاصمتها الابدية كما ترى ومنذ أن شرعت ذلك في الثمانينيات . ما تقوم به قطعان المستوطنين من تدنيس باحات الحرم الشريف ومحاولة اقتحام باحات الاقصى والدعوة للصلاة فيه هو عمل ليس استفزازي فقط بل هادف وعن سبق تخطيط واصرار للاستيلاء على الاقصى وهدمه لبناء الهيكل المزعوم و تمهد لذلك بالحفريات تحته .
إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططها الاستعماري لتهويد فلسطين بالجغرافية والتاريخ المزوّر الذي تسعى لتدريسه ليس فقط لليهود المخدوعين فحسب، بل للعرب أيضا . ولعل الوعيّي الوطني والسياسي القويّ لدى العرب تحت الاحتلال هو ما يحمي فلسطين من اسرائيل والصهيونية وليس العرب الذين يتحاربون في الربيع والعالم يراقب؛ بينما الاجداد ترفع اصواتها بنشيد ابراهيم طوقان: “ موطني .. موطني …” علّ اطفال اليوم يرددون الغناء…!