مخيم قلنديا كان سببا في ايقاف “جلسة مفاوضات “ بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني كان مقررا عقدها في أريحا . الخبر الذي تأرجح بين إعلان الفلسطينيين ونفي الاسرائيليين والأمريكيين يقودنا للتعجب من أمريكا الراعية لعملية المفاوضات والتي تشهد عن بعد وعن قرب ما يجري تحت الاحتلال من التنكيل بالفلسطينيين ولا تقوم بالعمل لايقاف هذا العذاب المستمر . . وإذا كان الخبر كما يفهم وهو ليس الغاء المفاوضات التي بدأت مؤخرا ولكن فقط” الغاء الجلسة الأخيرة” التي تزامنت مع عملية جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي داهم مخيم قلنديا وقتل ثلاثة من سكانه وجرح الكثيرين فهذا يثير العجب أكثر . فالفلسطينيون قبلوا على مضض وبالحاح وضغط من أمريكا العودة للمفاوضات الي كانت مسدودة بسبب تعنت إسرائيل واصرارها المضي ببناء المستوطنات التي رأوا فيها العقبة الأكبر أمام عملية السلام . ولعل تردد الفلسطينيين للعودة للمفاوضات كان عن فناعة وعن معرفة بالنتائج المسبقة لهذه العملية العبثية . يتزامن هذا أيضا مع اعلان وزير الاسكان الاسرائيلي عن اقامة مستوطنة جديدة “من 400 وحدة سكنية “ لشيم “ في شمال الضفة الغربية .
الاحتلال لا يعرف معنى الحدود، لا حدود الأوطان ولا حدود الاحتلال الزاحف الى المخيمات هذه المرة لقلعها أيضا من أماكنها التي يعتقد الفلسطينيون مع (الأنروا ) أنها مؤقتة لحين العودة وكما تقول المواثيق الدولية . مخيم قلنديا هو أحد المخيمات التسعة عشر الموجودة في الضفة الغربية التي انشئت بعد نكبة 1949 .ويقع شمال القدس على مدخل رام اللة بني على مساحة 280 دونما اتسعت لتصبح مساحته 353 دونما . تنتشر مخيمات الضفة الغربية في جميع أنحاء فلسطين وتعرف بأسمائها كمخيمات لللاجئين هي : مخيم عا يدة , الأمعري , عقبة جبر , العروب , عسكر , بيت جبرين , بلاطة , دير عمار , الدهيشة , مخيم رقم 1 ,عين السلطان . الفارعة , الجلزون و جنين, عين شمس شعفاط , طولكرم . وقلنديا .
إسرائيل تستغل كل حدث للمضي في توسعاتها الاستعمارية ببناء المزيد من المستوطنات ولا تؤمن بقيام دولة فلسطينية ولذلك تبني في كل مكان . اليوم تحاول الاعتداء على المخيمات التي تخاف من سكانها وقلنديا مثالا . إسرائيل تقتل الفلسطينيين يوميا عّلها تنقص عددهم وتقتل عزيمتهم وحلمهم بالعودة دون نجاح حتى الان . تعرف إسرائيل أن سياسييها لا يريدون السلام ويعتقدون أنهم بمثل هذه الاعمال من ملاحقة أهالي المخيمات تستطيع إسرائيل أن تعيش بسلام . ولعل مقاومة اهل المخيم لدحر وحدة الجيش بكاملها التي استدعتها الشرطة للجم مخيم قلنديا تلقنهم درسا. فمثل هذه الممارسات التي يقومون فيها بقتل الناس بدم بارد لا يعرف الكثيرون في الغرب الكثير عنها لأنها جريمة في حق الانسان .
بايقاف المفاوضات تقوم السلطة الفلسطينية” بعمل جيد “يجب أن تتمسك به وتوظيفه في ايصال الحقائق وتوضيحها للرأي العام العالمي بأن إسرائيل لا تريد السلام وهي مخادعة تقسّم الأدوار بين مؤسساتها الاستعمارية للتوسع و لتعطيل عملية السلام وليس كما تدعي وأمريكا لحل القضية الفلسطينية المتعثرة . أفعالهم تستمر كما مخططها منذ قيام إسرائيل التي لا زالت تعمل لاحتلال ما تبقى من الاراضي الفلسطينية .وطرد أهلها . !