وزير خارجية فرنسا فابيوس يزور رام الله واسرائيل هذه الأيام . في الشهر الماضي سألت في مقالة كتبتها حول زيارة كيري للمنطقة قبله وبشكل خاص لرام الله .” لماذا كيري في المنطقة ؟! وأردت القول: إن مثل هذه الزيارات لا فائدة منها؛ إذا لم تسفر عن الضغط على إسرائيل لايقاف سياستها الاستعمارية . “ واليوم أسأل لماذا جاء فابيوس وزير خارجية فرنسا لرام الله؟ أسأل هذه الأسئلة والعالم العربي يمر في حالة حروب غير طبيعية . في سوريا رائحة “ الكيماوي “ تتسرب ورائحة موت الاطفال تفطر القلوب والعقول وفي لبنان نار مشتعلة علنية ومخفية . في مصر ميادين مليئة بالغضب خوفا على ثورتهم التي اختطفت . فالسجون مليئة بمبارك وجماعته وبمرسي وجماعته والمحاكم غاصة بالقضايا التي تحاول حماية ثورات الشعب المصري 25 يناير و30 يونية .والناس أينما كانوا في البلدان العربية يعيشون في آلام مستمرة .
أما في إسرائيل فالسجون مليئة بالأسرى الفلسطينيين وإسرائيل مستمرة بعملها بشكل ممنهج لاستكمال خططها لتهويد ما تبقى من الأراضي ا العربية وبناء المستوطنات بشكل متسارع وكثيف.وهذا الملف بشكل خاص يشكل العقبة الكبرى للفلسطينيين الذين عادوا للمفاوضات . ولعل ما تقوم به إسرائيل من سرعة في تثبيت وتعزيز المستوطنات تشير الى ذلك . فإسرائيل التي تصر على المفاوضات من جهة , تزيد المشكلة تعقيدا، و من جهة أخرى فقد قامت باغلاق مكتب النفايات المركزية لرام الله والبيرة , القريب من مستوطنة يهودية . تريد بذلك رميّ وحرق النفايات في المكان نفسه القريب من السكان الفلسطينيين ولخلق مكرهة بيئية وصحية ترغم الناس على الهرب من بيوتهم وهدمها لتمهد لتوسعة المستوطنة على الاراضي الفلسطينية. .
الضيف الفرنسي يزور رام الله في الوقت الذي تهمش القضية الفلسطينية فيه وتضيع في خضم الاحداث الكبرى . يأتي فابيوس كما يدعي , من أجل “ إبقاء القضية الفلسطينية القضية المركزية في المنطقة “. يزور فلسطين وإسرائيل خوفا على “ عملية السلام “ التي استؤنفت لتستمر لمدة تسعة أشهر بعد توقف استمر ثلاث سنوات أو بالأحرى بعد مباحثات لمدة أكثر من عشرين سنة لم تسفر عن شيء . ويبدو أنه يحاول اقناع الرئيس عباس لقاء نتنياهو وهذا يجعل الانسان يتساءل , لماذا ؟ والمحادثات كما يراها الفلسطينيون لا تواجهها عقبات تستدعي هذا اللقاء المقترح بين “القمة “. إسرائيل تريد أن تبقي” لعبة المفاوضات “ مستمرة رغم النتائج التي لم تعلن بعد عقب الاجتماعات التي بدأت وبخاصة والمنطقة تعيش على” كف عفريت “. فلو كان زوار المنطقة أو بالأحرى زوار فلسطين وإسرائيل حريصين لانجاح عملية السلام -المرشحة للفشل – لقاموا بالعمل بجدية أكثر للضغط على إسرائيل لايقاف توسعها الاستيطاني في الوقت الذي يجلس المفاوضون لمناقشة عملية السلام . لقد حان الوقت أن يعرف الضيوف أن المفاوضات الفلسطينية من أجل السلام ليست للتسلية واضاعة الوقت أو قيام “ الدول المهتمة “بها لتسجيل المواقف , بل عليهم القيام بالجهود الجادة وليس فقط إطراء الفلسطينيين لعودتهم لطاولة المفاوضات والذين نأمل أن يكونوا قد تعلموا من تجاربهم السابقة في السنين الطويلة الماضية أهداف إسرائيل التي لا تؤمن بالسلام .!.