تزداد معاناة غزة  بشكل  لا يفرح جميع  الفلسطينيين سواء أكانوا من سكان القطاع أو من حماس أو  فتح , وحزب الشعب والديمقراطية لتحرير فلسطين والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني أو من الشخصيات الفلسطينية المستقلة . مأساة  غزة تكمن بأنها  تقع جغرافيا في مكان يحبسها فيه الصديق والعدو . إسرائيل القابضة على روح الناس هناك تتحكم بحياتهم الاقتصادية اليومية بالاضافة لحياتهم السياسية التي أصبحت أكثر تعقيدا بعد ما جرى ويجري في مصر . فالعقاب الجماعي لأهل غزة مستمر تحت احتلال يتحفز لاحتلال القطاع في كل مناسبة كما أن معبر رفح يفتح ويغلق وكأنه يعاقب المريض والطالب العالقين على الحدود.  السياسة جعلت حماس كما يبدو أكثر عزلة اقليمية بعد أن تأزمت العلاقة مع مصر بالاضافة لما يجري في سوريا والمنطقة من مواقف  ولعل الاعلام المصري وهجومه المستمر على حماس يؤكد ذلك .


المعاناة الفلسطينية  بشكل عام تزداد بسبب  الانقسام الفلسطيني الذي أصبح مضغة لمن يبحث عن طرق تخرج الفلسطينيين من هذا الانقسام . ويزداد أيضا وبخاصة والرئيس الفلسطيني عباس سيخاطب العالم من على  منبر الأمم المتحدة  بعد أن يلتقي مع أوباما ليبحث في  ملف المفاوضات التي انطلقت بين الجانبين في 30 تموز الماضي  والتي لم تسفر عن شيئ ايجابي يرضي الفلسطينيين الغاضبين من العودة للمفاوضات العبثية . يعزز هذا ما  نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بالأرقام  حول المفاوضات والمصالحة .  تبيّن أن هناك انقسام تبلغ نسبة الموافقين على  المضي في المفاوضات  47% والمعارضين 49%,  أي  بنسبة متقاربة . ومهما كانت الارقام فهناك عدم رضى عن الانقسام الذي يشكل معضلة أساسية بين  الفلسطينيين كما بينهم وبين الاطراف  العاملة في الملف وعلى رأسها أمريكا .


الحالة المتأزمة في غزة والضفة الغربية شجعت الاحتلال للقيام بالمزيد من الضغوط  على القطاع وحماس ,بالاضافة لضغوط تحاول فيها كسر ارادة الشعب الفلسطيني الذي لن يذعن لهذه الممارسات غير الانسانية ولا القانونية  . في جعبة إسرائيل أساليب ليست غامضة وهي مزيد من الضغط على الحصار الذي لا يزال مفروضا منذ سبع سنين , وتتحفز للهجمات على القطاع  معتقدة أن أسلحة المقاومة قد ضعفت بعد هدم المعابر التي كانت مداخل فرج لهم ليس للأسحة بقدر ماهي لبقائهم أحياء . بالاضافة لمزيد من المستوطنات ومزيد من الاعتداءات على الحرم الشريف لهدمه وبناء المعبد المزعوم لتكون القدس عاصمتها الابدية .  ما يجري في مصر وسيناء هو هم جديد لأهل غزة وفلسطين المنقسمين . ومع ذلك هناك شبح انتفاضة جديدة علّ الفلسطينين يقولون للعالم أنهم لا يزالون قادرين على المقاومة وتحرير  بلدهم الذي أصبح يهمش كل يوم والعالم يفتح ملفات جديدة لثورات العالم العربي المتفاعلة والتي أيضا تقسم الناس في كل مكان وتزيد اللاجئين والضائعين .


الحل الذي سيرضي اولئك “  المستطلعين “ وغير المستطلعين من الفلسطينيين هو بذل كل الجهود لحل المشاكل الفلسطينية  والعودة للحوارالفلسطيني والمصالحة  ورسم خرائط مشتركة تؤكد أن هناك فعلا من  يريد استعادة فلسطين . كل هذا ليس جديدا وقد يكون الجديد انتظار ما يقول العالم حول الملف الفلسطيني في دورة الأمم المتحدة الحالية .!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment