في مثل هذا الوقت من كل سنة تجتمع الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لمناقشة قضايا العالم . تلتقي وفود الدول وعلى أعلى المستويات في اجتماعات رسمية وغير رسميةن وتنشط الاجتماعات والمداولات ومناقشة الأوراق التي يلقيها الرؤساء أو من يمثلهم . أكثر اللقاءات عادة مرسومة ويعلن عنها قبل وبعد نشر المعلومات المأخوذة من كلمات الدول . ولكن هناك أيضا كثيرا من الاجتماعات التي تتم في أروقة الأمم المتحدة الكبيرة والصغيرة . تدعي بعض الاطراف أنها تمت “ بالصدفة “ . وقد أصبحت هذه الصدف معروفة للجميع بأنها مقصودة . تكون عادة لمقابلة بين السياسيين غير الاصدقاء، أو الذين بينهم خلافات عمرها طويل أو مع أشخاص يمكن نقي قولهم إذا لم تعجب الرأي العام أو الدولة . وفي السابق كان هناك أمثلة لمثل هذه اللقاءات غير الرسمية، مع الفلسطينيين والعرب والتي أتقنتها إسرائيل لتحرج من تلتقيهم . واليوم أكاد أجزم أن لقاءاتٍ ستتم في “ الكوريدورات “ بين الكثيرين مثل: الروس والأمريكان والايرانيين والعرب بالاضافة للفلسطينيين والاسرائيليين وبين” المسلمين المسالمين “ أو مع “ الارهابيين” وبين المسموح وغير المسموح به.
من المنتظر أن يقوم الرئيس الفلسطيني عباس في البحث مع أوباما في آخر المستجدات المتعلقة بعملية السلام التي كما يبدو ما زالت متعثرة . فأمريكا التي قامت بجهد كبير لاقناع الفلسطينيين بالعودة للجلوس مع الاسرائيليين على طاولة المفاوضات أو ما تسمى بعملية السلام لم تنجح لحد الان باقناع اسرائيل للالتزام بمطالب الفلسطينيين و منها: وضع سقف زمني للمفاوضات، ووقف بناء المستوطنات التي تشكل العقبة الأساس بقيام دولة فلسطينية على حدود 1967 . الفلسطينيون لم يتلقوا للان أجوبة واضحة من إسرائيل عن القضايا العالقة منذ انطلاق المفاوضات، فهي لا تزال تتابع سياستها وتماطل من أجل كسب الوقت لبناء المزيد من المستوطنات وتقطيع الاراضي العربية وخلق حالة أمر واقع يقبل بها الفلسطينيون الذين نأمل أن يكونوا تعلموا الكثير من الاجتماعات السابقة .
نستنتج من متابعة الاتصالات بين الفلسطينيين وأمريكا أن الحال تبدو كما هي . فقد وعد كيري الرئيس عباس في لقائه الأخير في لندن أن “ أمريكا ستقوم بتدخل أمريكي فاعل بالمفاوضات إذا بقيت تلك المراوحة على حالها ولم يحدث تقدم .” هذا الوعد أو التصريح يشير إلى أن أمريكا كانت للان غير جادة أو فاعلة ..كانت فقط تريد اظهار اهتمامها بالقضية الفلسطينية التي وعد أوباما أنه سيجد لها حلا . لقد شعر كيري وهو يقوم برحلاته المكوكية لاقناع الطرفين بالعودة للمفاوضات أنه عمل شيئا بينما الحقيقة أن كل ماعمله أنه جعل الطرفين يلتقيان، ولم ينجح للان بالزام إسرائيل بشيء.
نتساءل، هل تكون اجتماعات الجمعية العمومية هذه السنة أكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية “وحلحلتها “؟ . كما نعرف إسرائيل ستكون نشطة ودائمة الحركة في الجلسات العامة والسرية وهي تتراكض في أروقة الأمم المتحدة تبحث عن الأخبار بالاضافة للمداولات مع الدول لاقناع العالم كالعادة أنها المظلومة . ما تقوم به إسرائيل من دسائس ليس فقط ما يتعلق بعملية السلام بل أيضا بما يجري في المنطقة ككل . من المؤسف أن نقول، إن الوضع سيبقى كما هو ما دام الفلسطينيون لا يزالون في حالة خلاف وانقسام وما زال العالم يتفرج على إسرائيل التي لا يتطرق العالم لمخزونها الكيماوي أو اعتداءاتها المتواصلة على الفلسطينيين وهدم بيوتهم بل واستفزازاتها الأخيرة على المسجد الأقصى الذي تريده لها وكما فعلت في الحرم الابراهيمي في الخليل . لعل أوباما هذة المرة لا يقف متفرجا ويماطل حتى رحيله من الرئاسة، بل يقوم بعمل فاعل يعيد له بعض الثقة التي فقدها العرب فيه، هل سيأتي بالجديد وهو في الأمم المتحدة مع الدول التي يمون عليها… سنظل نسأل؟!