يحاول اليهود اليوم المضي في قصصهم التاريخية الكاذبة لمواصلة خداع الرأي العام العالمي بأن لهم الحق في فلسطين قبل” وعد بلفور 1917 “ سيىء الذكر الذي يعود اليه العرب ليلوموا بريطانيا على صك الوعد المشؤوم الذي يعد أغرب وعد في التاريخ . ويحب اليهود الادعاء أنه كان لهم تاريخ في الأرض الفلسطينية العربية قبل ذلك . وكما جاء في مقالة نشرت في جريدة ( إسرائيل اليوم ) بتاريخ 25 / 10 / 2013 . يرد فيها الكاتب دوري غولد على( شعث ) الذي يرى كما يرى المؤرخون أن وعد بلفور كان الخطوة الأولى للحصول على الاعتراف بهذا الحق المزعوم وعلى خداع الدولة الاستعمارية لهم بصك وعد بلفور . “.
اليهود يقرأون التاريخ بالاضافة لتزويره بشكل متجدد .كان وعد بلفور من أخطر الوثائق السياسية الاستعمارية , لأن بريطانيا تصرفت بحق الشعب الفلسطيني في وطنه , وقدمت الأرض للحركة الصهيونية دون حق قانوني أو تاريخي أو انساني . كانت أرض فلسطين العربية منذ الكنعانيين عامرة بالسكان والحضارة وباللغة عربية .بالاضافة كان زعماء الحركة الصهيونية الأغنياء وعلى رأسهم روتشلد ينتهزون الفرص لتوطيد علاقتهم مع بريطانيا , ومتحمسين لاقامة دولة يهودية في فلسطين , مقابل الدعم اليهودي النشط لمصلحة بريطانيا في المستقبل والفوائد التي تعود عليهم اذا ما أقيم كيان قومي لليهود في فلسطين بعدما رفضوا أمكنة أخرى ومنها أوغندا لتكون وطنا قوميا لهم .
وللأخطاء الفادحة التي قامت بها بريطانيا ضد القوانين الدولية والتاريخية والانسانية , فقد توجست خيفة من الاعلان عن تصريح بلفور الذي يقول : “ إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف الى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين …” .ولهذا السبب قامت الصحافة الصهيونية في بريطانيا بنشر الخبر فكتبت (مورننج بوست ) تحت عنوان كبير : “ فلسطين لليهود “ بتاريخ 8 تشرين الثاني 1917 , ولم تخف( التايمز) فرحتها وقد نشرت نص الوعد المشؤوم كاملا . خافت بريطانيا من هياج العرب , ولم تعرف عنه الصحافة الفلسطينية لأنها كانت مغلقة منذ بداية الحرب الأولى 1914 . وكان أول من نشر نص وعد بلفور جريدة ( المقطم ) المصرية وكان رئيس تحريرها فارس نمر متعاونا مع السلطات البريطانية كما رأى الوطنيون العرب ولذلك اعطي النص قبل غيره من الصحف العربية الوطنية .
ومن سخرية القدر , أن يتلقى الفلسطينيون أخبار وعد بلفور وهم يرحبون بالجنرال أللنبي في القدس بوصفه قائد جيوش تحرير الفلسطينيين المحاربين الى جانب بريطانيا . أما الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره فقد سمع الاخبار شفهيا من الجنود أو من المنشورات التي حملها الجنود معهم وكانت الصهيونية قد أمطرت أوروبا بالمنشورات تبشر الصهاينة بتحقيق حلمها الاستيطاني . ولهذا السبب لم يلاق اللنبي الترحاب الذي توقعه واعتبروه محتلا وليس مخلصا .
إن “بريطانيا العظمى “كانت ولا زالت الملومة على سياستها الاستعمارية والتي كانت فعلا الخطوة الاولى للاستعمار الصهوني الذي يعيشه الفلسطينيون تحت احتلال إسرائيل المتمادية في تهويد فلسطين لتحوله فعلا لدولة “ قومية يهودية “ لها أحلام لحدود أوسع من فلسطين التي ادعت أنها كانت أرضا جرداء من غير شعب . ولهذا يجب على بريطانيا أن تعترف بدورها الاستعماري وتعتذر للفلسطينيين على تحيزها للصهيونية والدولة الاستعمارية اسرائيل التي لا تتوقف عن ممارساتها ضد الفلسطينيين كل يوم .