بعد أسبوع من اليوم أي بتاريخ 29 من الشهر الحالي ، من المتوقع أن يفرج عن 30 أسيرا في سجون الاحتلال . وهذا العدد يصبح 56 أسيرا طبقا لاتفاق الفلسطينيين مع الاسرائيليين “ وبرعاية أمريكية “ لاستئناف المفاوضات والتي استقتل ( كيري ) وزير خارجية أمريكا في زياراته المكوكية منذ استلم المنصب لانجاحها . ولا أعتقد للان أنه نجح في مهمته والتي لا زالت الطريق غير سالكة أمامها .
الافراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين الذي يبلغ عددهم 104 , يتم “ بالتقسيط “ كما الاتفاق . هذا الملف الهام لا يزال غير مضمون بخاصة يبقى الافراج عن 48 أسيرا للمرة الثالثة والرابعة . والسبب أن إسرائيل ليست حسنة النية, رغم أن المبادرة تأتي تحت عنوان يحمل “ مبادرة حسن النوايا “ .
الطريق ليست سالكة للعودة للجلوس لطاولة المفاوضات التي بقي لها حوالي سبعة شهور من المفروض أن يتم فيها مناقشة الملفات الساخنة ومنها المياه والحدود , والأسرى والقدس وغيرها . اسرائيل تتلاعب بالوقت الماضي والحاضر لتضيع المستقبل . ولعل المستجدات التي تقوم بها إسرائيل لتعرقل كل الجهود المحلية والدولية واضحة ومكررة وهدفها عدم رغبتها في عملية السلام التي ما زال الفلسطينيون متمسكين بها عبثا وكأنهم يقنعون أنفسهم بأن إسرائيل يمكن أن تكون شريكة في عملية السلام التي تراها الغالبية من الشعب الفلسطيني أنها “عبثية “ وفاشلة باعتراف الجميع .
يزيد من التعقيد وسد الطريق على المفاوضات هو الاخلال بالاتفاق حول الأسرى “ مثلا “ المتوقع الافراج عنهم خلال أيام . حتى هذا الوقت كما يقول المسؤولون الفلسطينيون عن الملف لم يستلموا من إسرائيل قائمة بأسماء الذين سيفرج عنهم وبخاصة أن الفلسطينيين يشترطون الافراج عن القدامى أي الأسرى قبل “أوسلو “ . إسرائيل ما زالت تعيد وتردد أنها لن تفرج عن الأسرى الذين تسميهم “ الملطخة أيديهم بالدماء “ وهم هناك في الزنزانات المظلمة بين 4812 أسيرا , ها هي تفرج عن البعض بالتقسيط القابل للتوقف ومتى شاءت . لهذا السبب فالطريق غير سالك , بل مسدود أمام المفاوضات .
يزيد الطريق انسدادا , ظهور ليبرمان “ إياه “ رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الاسرائيلي , وقد رفع صوته مؤخرا ليصف الرئيس عباس بأنه “لم يعد شريكا في عملية السلام “ , وهذا شيء بلا شك مضحك ..ونتساءل أي سلام ولم يبق على هذه العملية التي لم تبدأ بعد , في أقل من سبعة شهور وهي من مجموع التسعة المحددة لانهاء عملية المفاوضات . فكيف ستنجح وهي لا زالت غير قادرة “على المشي” منذ ولادتها خلال أكثر من عشرين عاما . ليبرمان يرفع الصوت في الوقت الذي يرسمه نتنياهو وجماعة حزب ليبرمان “ أسرائيل بيتنا “. ومثل اخر من “ الاستفزاز و التحرش “ أن اللجنة الوزارية الاسرائيلية لشؤون التشريع وضعت مسودة لقانون يحظر على الحكومة التفاوض أو التنازل عن أي جزء من القدس المحتلة من دون توفر غالبية برلمانية مطلقة في البرلمان . وجاء ذلك قبل تصريحات ليبرمان الذي عاد فحيحه ليزيد الأجواء سموما فهو يعترض على المناهج المدرسية الفلسطينية لأنها لا تدرس” حدود إسرائيل “ ولا الهولوكوست اليهودي . . وهو يطالب السلطة الفلسطينية بتعديل جهازها التعليمي . هذا يعني أنها تريد الاستمرار في الاحتلال وتهويد الأرض والعقول .
ننتظر كل يوم قبل 29 أكتوبر لنرى كيف ستطبق إسرائيل ما اتفق عليه بالنسبة للأسرى” الدفعة الثانية “. تحت الحساب . وربما نسمع المزيد من التصريحات لنتنياهو وليبرمان فيما يتعلق بمطالب جديدة تزيد الطريق المسدودة انسدادا. كل هذا يعرفه الفلسطينيون وراعي “ المفاوضات “ التي أصبحت وكأنها نكتة وليس كلاما جادا تحت رعاية أمريكا أقوى دولة في العالم .!