توفي الحاخام اليهودي المتطرف عوفاديا الزعيم الروحي لشاس قبل يوم . عم الحزن العميق لدى بنيامين نتنياهو والرئيس الاسرائيلي بيريز ومن لف لفهم من المتطرفين. واعتراني الالم الشديد ليس حزنا على وفاة الزعيم الروحي( للسافارديم), “ اليهود الشرقيين “ , بل لانه مات في عين كارم القرية الجميلة القريبة من لفتا مسقط رأسي والقريبة من دير ياسين التي لن ينسى التاريخ ما فعلوا بها وبالفلسطينيين منذ وضعوا كل خططهم للاستيلاء على فلسطين بالكامل . يبكون اليوم “وينوحون” على أحد زعمائهم الروحيين ويقولون أنهم أصبحوا “ أيتاما “. ولا أظن أنهم قد تيتموا أو أن حزب شاس بمبادئه المتعصبة والمتطرفة سيفتقده فبينهم كثر مثله. فهو رجل كبير السن وهو كبقية البشر سيموت ومات وها هم يبكون … !
كما هو معروف , لا ينقص إسرائيل أمثال فقيدهم سيئ الظن بالانسان الفلسطيني وهو الذي وصفهم يوما بكلام مثل فحيح الأفاعي ., عندما شبههم :” بالنمل والأفاعي “. من هذه الكلمات نستطيع أن نستنبط أوصاف هذا الزعيم ذي الروح السوداء والجاهل والمتعصب . ساعد على تشكيل شخصيته , الغرور الذي سكنه من جراء قوته ليست الدينية والخرافات التي يبثها في عقول أتباعه فحسب , بل لجعله المرجع لحزبه الذي أصبح له وزنا في الائتلافات الحزبية وليكون” بمثل بيضة القبان “في الانتخابات . كان يتدخل في السياسة والحكم وابداء الرأي حتى في الأمور العسكرية .
كان هذا “ اليوسف “متلّون , لأنه يميني متطرف ومتشدد مثل نتنياهو حليفه في العنصرية . فقد حاول خداع العرب واليهود في الثمانينيات بأنه يدعو للسلام عندما “دعم التنازل عن الاراضي الفلسطينية “, ولكنه انكشف عندما عارض الانسحاب من غزة 2005 . تشدده وعقله المغلق على الخرافات خلق له أعداء ليس من الفلسطينيين والعرب فقط , بل من اليهود العلمانيين والغربيين إذ وصفهم بصفات لا تليق بانسان له روح خيرة .
بالطبع ليس في الموت شماتة , ولعل افعال بل أقوال الميت هي ما يجعل الباقون من الفلسطينيين الذين يصفهم بالنمل والافاعي لا يبكونه . إنهم يبكون على ما تفعله الصهيونية لليوم بمن بقوا في أرضهم وتحت احتلال استعماري يتقن التنكيل بالناس . هذا يذكرنا بموت بلفور”البريطاني “- ولمن نسي -, فهو الذي سن وعده المشؤوم عام 1917 لاقامة وطن قومي لليهود في فلسطين . ففي عام 1930 وفي غمرة ما كان يجري في فلسطين من مظالم وبخاصة انتزاع أرض الفلاحين مات بلفور . وكتبت الصحافة الفلسطينية ( جريدة فلسطين) بتاريخ 23 مارس : “مات بلفور ويجب أن يموت معه وعده …” . وبشعور في شماتة لبلفور حاولت الصحافة تخفيفها كتبت ( جريدة الشعب ) مقالة تحت عنوان كبير “ مات بلفور “وكتبت : “ ما كان العربي أن يشمت في الموت قط , وما كانت أمة من الأمم العربية أكثر احتراما للموت . مات بلفور صاحب التصريح التاريخي المشؤوم الذي أراد أن يقضي على أمة من أعرق الأمم على الأرض حضارة ومدنية ,و مات بلفور فبكى عليه اليهود وانجلترا وأعلنوا حدادهم عليه فقد رحل , وقد أراد أن يجعل لهم من الخيال حقيقة “ .وذكرت الصحيفة تقول “ ..إنك كما وقفت تشاهد المسجد الأقصى من جبل الزيتون ..نحن نضع نصب أعيننا قبرك ونقول اغفر لبلفور فقد كان مذنبا “ . نحن نقول له اليوم وقد وصفنا “بالأفاعي والثعابين” : أيها الحاخام الروحي لقد كنت مذنبا وأنت لم تساهم بالسلام الحقيقي . كان عليك أن تقول لأتباعك ولاسرائيل أنتم مذنبون لأنكم سرقتم الارض وقتلتم الانسان ولا زلتم تفعلون . كان لك أيها الزعيم الروحي ذي الروح السوداء أن تكون أكثر انسانية وروحيا , وها هي صحافة اليوم تسجل أقوالك كما سجلت لبلفور صاحب الوعد المشؤوم . ونقول لك , أنت مذنب .. أنت مذنب ! ! .