وقعت الكاتبة عايدة النجار روايتها الجديدة “القدس والبنت الشلبية” في حفل إشهار أقيم في منتدى شومان الثقافي حضره نخبة من السياسيين والمثقفين ورجال الصحافة والإعلام بينهم وزير الإعلام الأسبق إبراهيم عز الدين.
وتتكون الرواية الصادرة عن دار السلوى للدراسات والنشر بعمان من 14 فصلا، وتتناول العلاقة بين الروح والمكان من خلال سرد حكاية البنت الشلبية والمكان الذي تكونت فيه الروح. وتعني كلمة الشلبية في اللهجة الفلسطينية البنت الجميلة، وهي من مفردات أهل القدس الذين يتميزون باستعمال الكلمة أكثر من غيرهم من سكان المدن الفلسطينية.
وفي مداخلته رأى الروائي رشاد أبو شاور أن الرواية دليل إلى حياة أهل القدس الممتزجين بمدينتهم الحافظين لعراقتها وخصوصيتها، حيث “في القدس يستنشق الناس هواء ممزوجا بعبق التاريخ وتحتضن العين والقلب حضارات متعددة الجمال والأنماط”.
رواية الحياة
وقال الروائي إن عايدة النجار تكتب سيرة الورد والأزهار في شرفات بيوت القدس والحجارة التي تنقشها وتجملها أزاميل الحجّارة الفلسطينيين البارعين والبنائين الذواقة مضيفا أن الحجّارة في القدس ليست جمادا فمنها نتعرف على الأمزجة الجمالية ونقرأ بداية نهضة فلسطين المبشرة.
وأضاف أبو شاور أن المؤلفة لا تكتب قصيدة شعرية تتغنى بالمكان وتتأسى لما جرى له بل تروي الحياة بجمالها ومفارقاتها وغناها ومأساتها وواقعها الحي الملموس والمشاهد، وما تفعله يد الخراب التي تعبث وتحاول طمس وتبديل ملامحه وما تقترفه لاقتلاع أهله.
ووفق أبو شاور فإننا مع “البنت الشلبية” نتجول في أحياء القدس وناسها وتقاليدهم والصراعات السياسية بين عائلاتها، وقال إنه عندما فرغ من قراءة الرواية تولد في ذهنه سؤال موجع هو أي موقع كانت ستتبوؤه فلسطين وشعبها لو لم تقع نكبة 48 وما بعدها؟؟. وأضاف “لقد حرم العدو الصهيوني البريطاني الأميركي شعب فلسطين من التطور الطبيعي على أرض وطنه ومن أن يكون منارة للأمة العربية”.
ووصف أبو شاور “القدس والبنت الشلبية” بأنها إكسير الذاكرة، وقال “نحن لا نصون ذاكرتنا من النسيان بالكلام والشعارات ولكن بكتابة الرواية.. رواية المكان والشعب الفلسطيني صاحب المكان بحياته الاجتماعية وموسيقاه وعمارته وحكاياته وما كان سيحققه لو لم تتآمر عليه قوى مجرمة عنصرية تتقدمها بريطانيا وأميركا”.
الأرض والإنسان
من جهته قال أمين كلية الإعلام في جامعة الشرق الأوسط بعمان حلمي ساري إن الرواية تشخيص لمدينة القدس باعتبارها الفضاء المكاني الذي تتحرك في أجوائه التفاصيل التي اشتملت على الأرض والإنسان.
ورأى ساري الخبير في علم الاجتماع أن القدس تعكس معادلة الوجود الإنساني، فهي مدينة لا يسكن الناس فيها بل هي من تسكن فيهم وهذا عكس المألوف “فالقدس تعيش فينا.. قارة في النفوس والوجدان.. راسخة في الذاكرة وملتصقة بنا التصاق اللحم بالعظم”.
ولفت إلى أن صفحات “القدس والبنت الشلبية” فيها استرجاع مشوق لصور من عناصر المكان ومفرداته وأهمها الإنسان، كما أن فيها وصفا اجتماعيا لأفراح الناس وسهراتهم الرمضانية وليلة العيد وعادات الخطوبة والزواج واستقبالهم لمولود جديد وعلاقة القدس بالقرى المحيطة.
ووفق ساري فإن الرواية تجعلنا نحس في أعماقنا بوخز الضمير فكيف تقاعسنا عن نصرة المدينة التي تصرخ فينا كل يوم بأنها أسيرة احتلال بغيض. وتساءل ” إذا أنا وأنت كما تقول حكمة قديمة لم نقم بفعل شيء لهذا المكان فمن يكون وإذا لم نفعل الآن فمتى يكون”!!
بدورها أجابت الدكتورة عايدة النجار عن مغزى العنوان “البنت الشلبية” فقالت إن الكتاب يركز على المرأة الفلسطينية وحياتها اليومية.