تاريخ 29 نوفمبر من كل عام يذكر ب بقرار الأمم المتحدة ليكون هذا اليوم عالميا من أجل “ التضامن “مع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة ابنائه الى أراضيهم وممتلكاتهم ودورهم في وطن حر كريم . مر هذا التاريخ الا أنه سيجئ كل سنة ونسمع أصوات المتعاطفين هنا وهناك , تسمعها إسرائيل المحتلة , وتسمعها دول العالم وشعوبها ويعيشها الفلسطينيون “ بخجل “ وهم يتظاهرون إذا سمح لهم ذلك ليقولوا , نحن لا زلنا أحياء ومصرين على العودة . تزامن تاريخ هذا العام مع كثير من العوامل الفاعلة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية التي تزداد تعقيدا وسوءا . أسرائيل لا زالت مستعمرة من النوع الجديد العميق في وحشيته , والعالم العربي مشغول في سقاية حشائش ربيعه خوفا عليها من الذبول والفلسطيني لا يزال يبحث عن الفردوس المفقود ., بل ما زال الفلسطيني يخاف من “ اللجوء “الى المجهول من أي مكان يعيش فيه اليوم . وفي الحقيقة تحتفل الأمم المتحدة من كل عام , في نيويورك وبعض مكاتبها الاقليمية في العالم العربي بالقاء الكلمات حول هذا اليوم , وحول وضع الفلسطينيين في الشتات وقلما ترتفع الاصوات للتنديد باسرائيل . وأذا ما فعل أحد أعضاء الأمم المتحدة , لضرورة اتخاذ موقف من اسرائيل , تقوم قائمة اسرائيل وكما فعلت مع ( اشتون )ممثلة الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمقاطعة منتجات المستوطنات في أقوالها خارج الأمم المتحدة . بكل وقاحة نعتتها إسرائيل “بالبشعة “ كونها صادقة ومتعاطفة مع حق الفلسطينيين في هذا المجال بالذات .
بعد يوم من واحد من التاريخ العالمي , بل في ذات اليوم ولليوم هذا , تحرك إسرائيل استعمارها في النقب هذه المرة , في الصحراء الفلسطينية مترامية الاطراف في الجنوب , لتطبيق مشروع ( برافر ) الذي يهدف الى الاستيلاء على 800 ألف دونم ومحو 30 قرية عربية عن الارض , غير ابهة بأهلها الذين يزيدون على 40 ألف نسمة – أي انسان – باللغة الانسانية العادية وليس بلغة الاحصاءات . تقوم اسرائيل بذلك وقبل تشريعه من الكنيست الذي سيقوم بذلك في الاشهر القليلة من السنة الجديدة . ولن تسمع أصوات الاعضاء العرب المتواجدين في الكنيست وهم يعرضون ويصيحون دون فائدة .
الهجمة الجديدة على الأرض والانسان هذه وكما هو معروف , لطرد السكان العرب من بيوتهم ولبناء مستوطنات لليهود على جذور أصحاب الارض الاصليين . ويتزامن هذا أيضا مع خطط اسرائيل الاستيطانية في كل مكان من فلسطين ولعل أنشطها هذه الايام مواصلة اسرائيل بتهويد الاراضي في القدس الشرقية . تنفذ ذلك بهدم البيوت وطرد الاهالي بنفس الطريقة . وقد نفذ تاريخ الانذارات التي وجهتها إسرائيل لهدم 10 بنايات يسكنها 400 عائلة في “ رأس خميس “ في القدس الشرقية .والطريف أنهم يهدمون البيوت ويتركون جريمة الهدم “ ضد مجهول “ . إن التلاعب بالقوانين وتشريعها وتنفيذها أصبحت من أختصاص إسرائيل للاستيلاء على الارض وتهويدها . ويعيش أهل القدس بقلق دائم من أساليب اسرائيل بهدم بيوتهم وابعادهم عن القدس التي تهدف سرائيل تحويلها الى “ عاصمتها الابدية لدولة يهودية “ عنصرية.
تضيع القضية الفلسطينية بشكل متواصل ويشهد تاريخ الأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني على ذلك كل عام . الحلول الواقعية لا زالت صعبة بسبب تعنت اسرائيل واصرارها على تنفيذ مخططاتها الاستيطانية , بالاضافة للواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون الذين يبدون كالمتفرجين , وعدم جدية اسرائيل بجعلهم “ شريك غير فاعل “ في عملية السلام المزعومة .
يزيد الوضع سوءا الانقسام الفلسطيني الذي لم يجد حلا يقويهم ويوحدهم أمام عدو يؤمن بالتفرقة والالاعيب على جميع المستويات . ويزيد الهم أن البلدان العربية لا زالت في وضع “ تتكلم “ فيه أكثر مما تفعل وتشعر بضياع هي الأخرى وعدو خفي ّ يؤمن بالقوة والسطوة يهيمن عليها . من هذا نرى أن الفلسطيني لا يستطيع حل قضيته بنفسه , لأن الدول الكبرى خلقتها والصغرى تتفرج , بالاضافة لا زالت القضية الفلسطينية للكثيرين مثل “ قميص عثمان “ .
والأنكى أن هذا معروف للجميع والكل يتفرج و ينتظر الفرج , بينما اسرائيل لا تنتظر وتستمر باستعمار ما تبقى من فلسطين . الفلسطينيون يعرفون ذلك ولكن مع الأسف لا يستطيعون فعل شئ , مع أنهم يستطيعون فعل الكثير لو توحدوا وعملوا معا ولهدف واحد وليس لأهداف متناقضة مخفية ومعروفة . !