وأنت تدخل مستشفى الحسين للسرطان “ للفحص المبكر “ أو لزيارة أحد الاصدقاء المرضى , تشعر بشعور خاص , تتهيب الدخول لما للمستشفيات بشكل عام من خصوصية تشي أن هناك انسانا يتألم , والألم أو فكرته هو ما يبعث على الخوف . ولكن سرعان ما تشعر بالألفة وأنت ترى المكان من الداخل والذي كان اسمه “ مركز الأمل للشفاء “ عند إنشائه عام 1997 – ولا يزال الأمل حيّا – .
ولعل استمرار إدخال التغييرات الكبيرة في العيادات والآليات الطبية الحديثة ما يجعل المستشفى وكأنه أحد المستشفيات في البلدان المتطورة والأكثر تقدما من البلدان النامية . يعمل مستشفى السرطان وفق التطورات الدولية , فقد دخل مرحلة جديدة عصرية , حيث يقوم بتطبيق نظام الحوسبة في عياداته , أي سيبدأ بادخال فحوصات المختبر والأشعة والوصفات الطبية عن طريق “ الملف الطبي الالكتروني “ . ولعل مثل هذه الاجراءات الجديدة تشير الى مدى ما وصل اليه المستشفى الوحيد المتخصص بالسرطان في الاردن من تطور وتقدم واللحاق بالعالم “ الالكتروني “سريع التغير ., وهذا يحسب له ولما وصل اليه من تقدم .
بالاضافة , يعمل, وفق أعلى المعايير العالمية للرعاية الشمولية , إذ يتبادل الخبرات والمعلومات والخبرات مع سبع مستشفيات متخصصة في العالم , ثلاثة منها في الولايات المتحدة الأمريكية بينها مستشفى (جود ) المتخصص بأبحاث سرطان الأطفال . و مستشفى في ألمانيا وفي كندا والقاهرة وفلسطين . وكما هو معروف يعالج المستشفى 3500 مريض جديد كل عام , يعالجهم 200 إخصائي في الأورام المختلفة , يساعدهم فريق يتكون من 617 ممرضا وممرضة , يزدادون تمكينا وكفاءة بفضل مواصلة التدريب بشكل مهني وانساني كبير . ولا غرابة إذا ما عرفنا أن المركز حاز على عدة شهادات تقييم عالمية حتى وصل الى درجة عالية وصلت الى 3, 4 من 5 نقاط , ولعل هذا ما جعل القائمين عليه فخورين بانجازاتهم ونجاح مشروعهم الانساني العظيم وبخاصة من عاصر قصة النجاح التي أصبحت مثالا في العمل المتقن والاخلاص . ويقوم المركز ببناء توسعة للمستشفى الذي تراه عن بعد اليوم وهو قيد البناء , صرح سيكون ليس لخدمة الأردن فحسب , بل في خدمة المنطقة العربية . ولا شك أن المركز سيعزز نجاحه بنجاح مضاعف وعصري حيث تشير التقديرات أن عدد الذين سيعالجون فيه سيبلغ 7000 مريض عام 2020 .
وفي الطريق الى عيادة د. حكمت عبد الرازق المدير الطبي في مركز الحسين , ونائب المدير العام , وأنت تصعد الدرج الى الطابق الأول لا يمكن الا ملاحظة عامل النظافة وكأنه خبير بالبحث عما يشوه نظافة المكان فيقوم باجراء عملية سريعة ناجحة لترى لمعان الأرض والحيطان , تفوح منها رائحة بيضاء تبعث على الراحة . يزيد المراجع راحة والطبيب د. حكمت يشرح للمريضة بكل أمانة ودقة عن المرض وما يتعلق بسرطان الثدي . ولا شك أن النصائح التي يسديها تجعل المراجعة تهرع للالتزام بما يقول من أجل الشفاء . ينصح د. حكمت عبد الرازق النساء بالفحص المبكر , الذي يساهم في الوقاية أو اكتشاف المرض مبكرا مما يساهم في العلاج والشفاء. وللوقاية من المرض يؤكد ضرورة ممارسة الرياضة و تجنب السمنة والرضاعة الطبيعية الاكثار من تناول الخضروات وكلها عوامل مساعدة بالاضافة للفحص السريري . ولا يمكن لأي مراجعة الا التقدير والاحترام للطبيب الكفؤ والانسان المتواضع .
قصة نجاح مركز الحسين للسرطان تأتي , من العمل المتكامل الذي يقوم به المركز والمتخصصون , بالاضافة للادارة التي تجعل من مركز الحسين صرحا صحيا حضاريا وانسانيا عظيما .ولا شك أن الاردن بحاجة لانجاح المركز بتوسعته الجديدة التي يخبر العالم أن الأردن بات مركزا هاما ليس للأردنيين فقط بل للعرب أيضا . ومن اجل انجاح مركز الحسين الجديد الذي سيكون أوسع ثلاث مرات عن الحالي , فلا بد من المزيد من التبرعات التي أصبحت ضرورية وهامة وعلى جميع المستويات من أجل تعزيز النجاح والعمل المتقن الذي يتميز به المركز الذي نحمل له كل الشكر والتقدير .