إسرائيل ماضية بخططها للاستيلاء على القدس الشرقية التي ترى أنها “ملك لها “ بعد احتلال العام 1967 أي بعد أن احتلت الضفة الغربية احتلالا عسكريا .
هذا رغم أن القدس من الناحية القانونية أصبحت بعد الاحتلال شأنها شأن الأراضي العربية الأخرى التي احتلت العام 1948. جاء هذا التصنيف للقدس تحت الاحتلال في سلسلة من القرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي وأصرت على أن ما جاء في اتفاقيات جنيف 1949 يجب أن ينطبق على دولة إسرائيل المحتلة .
وبالطبع إسرائيل ما زالت تعارض تلك الاتفاقيات ليس فقط بالقول، بل بالعمل كما يجري اليوم .
ولعلنا نتذكر ما وصلت اليه من قرارات العام 1980 حيث أصدرت قانونها الذي – تحدت به العالم – وهو اعتبار مدينة القدس” العاصمة الأبدية للدولة اليهودية “ .
كما نرى اليوم أن إسرائيل تحاول أن تطبق ما وضعته من قوانين غير شرعية ولذلك تطالب المفاوض الفلسطيني – الذي يرفض شروطها – وهو الاعتراف بيهودية الدولة، وضمنا كما هو تخطيطهم بأن تكون “القدس العاصمة الأبدية للدولة اليهودية . “ ولعل هدفهم الأهم هو اليوم الاستمرار بإفراغ القدس القديمة من أهلها الأصليين العرب المسلمين والمسيحيين، ومن أجل هدم الحرم القدسي لبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه .
تستمر إسرائيل بتهويد الاراضي الفلسطينية و”القدس” بشكل خاص بشكل استعماري جديد مدعوم من المستوطنين والمتعصبين .
فالاعتداءات المتكررة على الحرم القدسي الشريف والاراضي الملاصقة له والحارات والأزقة ودور العبادة ودور الناس الذين يسكنون فيها منذ آلاف السنين، ما هي إلا أعمال من نوايا مبيتة لتثبيت الاحتلال . إضافة لتسرع إسرائيل وإصرارها على البحث عن أي حجر أو كسرة عظم تثبت أنه كان هناك “ هيكل “ وأحد الأمثلة الحية على ذلك أنها حفرت عدة أنفاق منها باب المغاربة لكي يتسنى للجنود الإسرائيليين والمستوطنين البحث عن هيكل سليمان. وحفرت من الحائط الغربي 200 متر- خفية بالطبع – لكي توصله بحائط البراق أو ما تسميه “حائط المبكى”، وحفر الإسرائليون نفقا طوله 600 متر من تحت حيّ ( وادي حلوة ) في قرية ساوان يؤدي الى الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الاقصى .
ولا تتوقف الحفريات التي تهدف لإزعاج وترحيل أصحاب المنازل في القدس العتيقة ليستولوا عليها وينزعوا عنها الملكية لتصبح “ يهودية “تاريخيا بفضل التزوير .
وهناك قصص تاريخية وأيضا في الواقع الحالي تؤكد عروبة القدس ولعلي في هذه “القصة الخيالية “ أعزز مقالتي الموثقة بالحقيقة والأقرب لمشاعر القارئ وعنوانها :
( صورة الأجداد ).
“ تقف في قلب الدار دون انذار . قال شلومو : “ استعدوا لإخلاء الدار , سيسكنها ( يوري ويونا ) يهود قادمون من رومانيا “, . قال أبو سليم صاحب البيت في القدس العتيقة : “ “ أين نذهب ؟ بيتنا قريب من المسجد الاقصى ورثناه عن الأجداد , هذا زرفيل البيت منذ آلاف السنين , وهذه صورة الأجداد على الحائط نحرسه وتحرسنا . “ تجمع الجيران حول البيت غير الأمين .سمعوا العسكر يقولون : “ هذا الزرفيل , هذا المفتاح رمز العودة إنه سلاحكم اللعين . “ هزت الدار صدى ضربات قوية تأتي من باطن الارض . خاف العسكر وخاف أصحاب الدار والجيران والاجداد . سقطت الصورة على الارض وأصوات حفر الجذور تنخر القلوب . صاح الاجداد الغاضبون : “ ابقوا في الدار , انهم يهوّدون المدينة ويسحبون الهوية , يريدون القدس عاصمة أبدية . معاولهم تحفر الانفاق الى الاقصى يبحثون عن عظمة مدفونة أو قرشا صدئ أو نقش على حجر ليزوروا التاريخ يلبنوا الهيكل المزعوم . “ هجم العسكر على الصورة وعمرها الاف السنين ومضوا بها وهم يلوحون بالعودة لإفراغ الدار . صاح أبو سليم: “هؤلاء أجدادي , لماذا تعتقلونهم , والى أي سجن تأخذونهم ؟ “ .
(القصة من كتاب “ عزوز يغني للحب : قصص فلسطينية من ألف قصة وقصة “.للكاتبة صدر 2013 , عمان . )