كانت الثلجة الأخيرة “ اليكسا “ صديقة لي وليس العكس وكما يحاولون التشويش عليها ذلك لأنني” صادقتها “ ووظفتها ايجابيا لتمضية الوقت بصحبتها، فقد قرأت وكتبت.
حاولت اعادة ترتيب الكتب في مكتبتي التي “ تقوم قيامتها “ من وقت لآخر، بين الكتب توقفت عند كتاب “ عبير ومجد : تأليف اسمى طوبي.( 1966)
ط 1. وكاتبته هي احدى المبدعات الفلسطينيات الأوائل، رائدة في الصحافة وقضايا المرأة ( 1905 – 1975).لها سبع مسرحيات وعدد من الكتب. يحتوي الكتاب على سيرة ذاتية لعدد من النساء اللواتي عملن في المجالات المختلفة ومنها “ الصحافة “. وبتصفح الكتاب وجدت أنها أدرجت أربعة أسماء تحت هذا العنوان هي :
هدى صلاح مؤسسة مجلة الأسرة 1961 في عمان، التي كما تقول : “كان هدفها أن تصبح مجلتها على أرفع مستوى وأن تنال من الازدهار والرواج كل ما يتمناه الحبيب لحبيبته “. ومع الاسف لم يتحقق حلم هدى صلاح لأن المجلة رحلت مبكرا وإن سجلت أنها اول من أسس مجلة نسائية في الاردن.
والاسم الثاني كان “ عايدة علي نجار “ – يعني أنا -، عام 1966.. وتحت صورتي على (ص 104 ) كتبت تقول : “ هي أول أردنية نالت شهادة الماجستير في الصحافة.. حاصلة على شهادة ليسانس في العلوم الاجتماعية من جامعة القاهرة، ولم يرض طموحها فاتجهت الى الولايات المتحدة الامريكية حيث التحقت بجامعة كانسس فيها ثم عادت من هناك بعد عامين تحمل شهادة “ماجستير في الصحافة “….. وتسرد أسمى طوبي ردي على سؤال “ لماذا اخترت الصحافة لتتخصصي فيها.؟ وتضع الجواب وهو : “ لقد امنت منذ الصغر ان للصحافة رسالة تمكن الصحفي المثقف من خدمة وطنه والانسانية جمعاء خصوصا اذا ما أحب الناس – وأنا أقدسهم -، وأحب الحياة، -وأنا أعشقها -، وأملي أن أسخر ما تعلمته في كتاباتي عن الناس “. والصحافة تقول عائدة، “ ليست مجرد كلمات وكتابة، انما لها دور في تثقيف وتوجيه الرأي العام… الى مستقبل أفضل “. وتقول في ختام المقابلة : “ كل التمنيات لعائدة أن تصبح الصحافة مهنتها.. وتتجاوب مع المشاكل السياسية والعالمية، ثم أن تؤلف أكثر من كتاب في المستقبل القريب، وذلك لأجل خدمة وطنها، حقق الله أمانيها.“.
وهنا لا بد من القول – و أنا أترحم على أسمى طوبي -، أن طموحي كان أكبر وحصلت على الدكتوراه في ( وسائل الاتصال الجماهيري ) من جامعة سيراكيوز، في نيويورك، حيث كنت أيضا أول من حصل عليها. وأضيف عملت في المؤسسات الاعلامية وكنت أكتب في الصحافة وللان بشكل متواصل ومتقطع، ولم أمتهنها كما تمنت أسمى، لتكون وظيفتي الدائمة حيث عملت أيضا في مجا لات مختلفة. حققت احلامي أن أخدم بواسطة الصحافة “ على قدي “ وقد فعلت اذ لم يكن للمرأة دور كبير في هذا المجال قبل عقود مضت. ولكن الحقيقة أيضا أن الصحافة أصبحت مهنة تتنافس النساء على ممارستها. “، كتبت أكثر من كتاب بعد رحيل السيدة أسمى. كتبت للان اربعة، منها ( صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن 1900- 1948 ) 2005 عمان. و(القدس والبنت الشلبية، 2011). كتبت في الكتابين عن أسمى طوبي وأعطيتها ما تستحق في (القدس والبنت الشلبية)، و( صحافة فلسطين).
الاسم الثالث الذي كتبت عنه اسمى طوبي، فكان، “ بيان نويهض الحوت “ وبالمناسبة فهي صديقتي من أيام الدراسة الثانوية في مدرسة زين الشرف الثانوية في عمان ولا زالت. عرّفتها أسمى طوبي في الكتاب، أنها “ كريمة الأديب اللامع ومدير محطة الاذاعة في القدس سابقا. وكريمة أم طالما نشرت القطع الأدبية والقصص القصيرة باسم أم خلدون.. “ وزوجة المناضل شفيق الحوت. وتقول :” تحمل بيان ليسانس سياسة واقتصاد ودبلوم صحافة.. التحقت بدار( الصياد) في بيروت وكانت تقوم بتحرير اربع صفحات يوميا.. وجه نسائي مشرق، وليس أدل على طموحها كانت تجلس على مقاعد الدراسة وهي تحمل في احشائها طفلتها الأولى( حنين )….” وأضيف، لبيان اليوم عدة كتب بحثية نوعية عن القضية الفلسطينية وهي اليوم بصدد وضع كتاب يتعلق بوالدها. بيان نويهض الحوت يا سيدة أسمى رحمك الله، يشار اليها بالبنان ككاتبة ومؤرخة.
لم نخذل اطراءك لنا ونحن في بداية الطريق، وربما كان ذلك التشجيع حافزا للنجاح الذي تمنيته لنا. لقد كتبت عنا للاجيال وها أنا، أذكر الاجيال بها علني أرد الجميل بأحسن منه. !.