كيري  “ رايح ..جاي .. “ ليس للنزهة،   فهو لا يتصرف  كما يبدو الا كما تريد إسرائيل  بالنسبة لمفاوضات السلام . يتبين هذا من المعلومات التي تقول،  إن إسرائيل فرضت على كيري بند يقول : “ إسرائيل دولة للشعب اليهودي “،  وكما جاء على لسان نبيل شعث المسؤول الفلسطيني في حركة فتح . ويتبين أيضا أن هذا البند بالاضافة الى بند يتعلق بغور الأردن لم يكونا على جدول الأعمال بين الطرفين.  


في الحقيقة،  لم يفاجئنا هذا الطلب من إسرائيل،  بالنسبة للدولة اليهودية التي يريدون . فهي في ذاكرتهم الحية والتاريخية التي وضعتها الصهيونية العالمية في المؤتمر الصهيوني الاول الذي عقد في بازل – سويسرا – العا م 1897 . كان هذا البند من اهم البنود التي تعزز أحلام الصهيونية بإقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين على الورق  وتحقق  عندما “ نص وعد بلفور “على ذلك،  وليكون ذلك الوعد مشؤوما آنذاك واليوم وغدا .


يهودية الدولة،   تعدّ من أبرز المشكلات التي يواجهها اليهود أنفسهم في فلسطين والعالم . ظل سؤال لا يزال يطرح لليوم رغم قيام اسرائيل “ كدولة “   وهو،  “ من هو  اليهودي ؟ “ .  وهل هناك هوية واحدة محددة لليهود أم أنهم ينتمون الى بضع هويات بفضل الخلفيات التي أتوا منها  من بلدانهم الاصلية التي ولدوا وعاشوا فيها وتأثروا  بالحياة الاجتماعية والثقافية واختلاطهم مع الشعوب الاخرى ؟.  اسرائيل ومن يفاوض باسمها نتنياهو يبدون فعلا وكأنهم يبحثون عن جزيرة عنصرية يحيطونها بالاسوار يبنون بها المستوطنات لنقل كل يهودي في العالم ليسكن فيها بعد طرد الفلسطينيين . يريدونها دولة يهودية “ صافية “ لهم وحدهم و يرفضون اقامة الدولة الفلسطينية من سكانها الاصليين العرب . بمعنى أخر يريدونها دولة عنصرية  متوهمين أن يهود العالم  الذين  ابتدعتهم الصهيونية العالمية  كشعب  لهم قومية واحدة  هو حقيقة ولا يزالون يحاولون بشتى الطرق تحقيق ذلك،  دون فائدة  إذ أصبحنا نرى أيضا الهجرة اليهودية المعاكسة بعد أن تبين لمن خدع منهم بالهجرة لإسرائيل أن هناك خللا .


نتنياهو اليوم يحاول تطبيق بند جاء في أهداف الصهيونية والتي ركزت على الارض وسرقتها بأية وسيلة . ولأنها  استولت على معظم الأراضي الفلسطينية وبنت المستوطنات في كل مكان،  وحتى اليوم يبنون على عجل  وهمم يفاوضون فقد أضاف  نتنياهو مؤخرا  كتلة من المستوطنات قرب مقر الحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة  وهذا خير مثال  على نهمه لمزيد من الارض  التي تعتزم اسرائيل الاحتفاظ بها .  ولا تكتفي بذلك  بل انها تطلب الاحتفاظ بنسبة 13% من أراضي الضفة الغربية المحتلة .  بهذا تهدف الى تقطيع المزيد من الارضي من جسم الاراضي التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة . اسرائيل  تبحث عن وسيلة لابقاء المستوطنات الكبيرة لهاا مثل بيت ايل، وكتل عتسيون ومعاليه ادوميم وارييل الاستيطانية التي اقامتها من زمن للاستيلاء على الارض وجلب اليهود للسكنى فيها . ويقال أن نتنياهو  في المفاوضات القائمة عرض على الفلسطينيين شراء الأرض وقد رفضوا،  كما رفضوا يهودية الدولة .


يهودية الدولة التي يريدونها،  ستؤدي أيضا الى أهداف اسرائيل والصهيونية،  أن ينسى الفلسطينيون والعالم “ حق الفلسطينيين بالعودة “ . أي لا تريد تطبيق القرار 194 الذي أقرته الأمم المتحدة العام 1948 والخاص بالشعب الفلسطيني . بالاضافة عندما اصبح هذا القرار” حقا غير قابل للتصرف “ وكما نصت عليه معاهدة جنيف الرابعة للعام 1949 . انهم يريدون يهودية الدولة لتحقيق خرافاتهم بالاضافة يحاولون تفريغ الارض لكي ينسى الفلسطيني حقه في العودة والتعويض أيضا .  وعندما يرفض الفلسطينيون ذلك فهم يرفضون نسيان تاريخهم وهويتهم العربية  وحقهم في أرض الاجداد  .  الفلسطينيون مصرون  على  اقامة دولة مستقلة حرة على أرضهم  ويطالبون بحقهم بالعودة  ويرجون من المفاوضين التمسك بحقوقهم والدفاع عنها، وكما فعلوا  للان . !!

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment