نقلا عن الأخبار الإسرائيلية المنشورة أنه في سياق كلمة ألقاها ليبرمان وزير خارجية إسرائيل أمام سفراء إسرائيل في الخارج  قال : “ توجد فرصة سياسية بسبب الوضع في العالم العربي  ويجب استغلالها “  ومن يتتبع أخبار ليبرمان قبل وبعد عودته لنشاطه الديبلوماسي  يعرف أنه كان على مسافة من حب أمريكا له , وها هو يعود ليبدو قريبا من كيري الذي لا يزال نشطا في زياراته المكوكية للمنطقة. لمحاولة التأثير على الفلسطينيين والأطراف المعنية قبول ملامح حل يراه المحللون “غير معلن “ , بل يطبخ على نار هادئة ., وقد لا يقبله الشعب الفلسطيني المهمش .  


ليبرمان إذن كعادة إسرائيل يريد أن ينتهز الفرصة، ولا أجد هذا كلاما جديدا إذ كانت اسرائيل  دوما تقوم بذلك , بل تعمل على إيجاد الفرص . وتتاح الفرص اليوم لأن العالم العربي مشغول بربيعه البارد وحروبه الأهلية , ومشاكله الاقتصادية والاجتماعية التي تزيد هموم  المواطن الذي انتظر فرصا لتحقيق “ السلام “ عن طريق المفاوضات التي أخذت عشرين عاما لتبقى في مكانها .


 مشكلة إسرائيل أنها ما زالت تستعمل نفس الأساليب السابقة لإلهاء الفلسطينيين والعرب , وجعل القضية الفلسطينية تتراجع على الأجندة العربية , وأيضا على الأجندة الدولية , وإن كانت أمريكا تحاول تسليط الاضواء في الوقت الذي تزداد فيه الدول العربية ضياعا وتفتتا .  تستغل إسرائيل الخلاف بين الفلسطينيين  في غزة والضفة وتعمل بأساليبها لإبقائه كأحد الأسباب التي توجد المبررات لتعيث بالفلسطينيين مزيدا من التنكيل تحت الاحتلال .


كان الانسان الفلسطيني والعربي يتابع “ المفاوضات “  التي زادت على العشرين عاما – وتوقفت ثلاث سنوات –  ثم عادت  , وإن عرف أنها عبثية ولكنه  ظل  يبحث عن الحلول التي تعطيه حقه كاملا وليس كما هي “ المبادرات والمناورات والمساومات “ التي فيها غموض وعدم وضوح لإيجاد المزيد  من  الضياع بل  الإحباطات . ظل الفلسطيني  بالاضافة للمهتم بالقضية الفلسطينية  يتابع ملفات تتعلق  بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 , و القدس , والحدود , واللاجئين  وحق العودة , والمياه  .. إلا  أن أمريكا راعية المفاوضات وشريكتها إسرائيل  أخذتا تضيفان وتختزلان ما تريدان من الأجندة , لتصعبان الموضوع  على العرب كما يلائم مصالحهما .  ولعل ما تعمل عليه اليوم وتضعه كأولوية هو التفاوض ضمن “ اطار اتفاق “بهندسة من كيري ومحاولة اللعب بالجغرافيا على طريقتها وهو  ضم الأغوار الغربية لتظل تحت الاحتلال بينما نشاط المفاوضات المزعومة في عزها  ليدل على أسلوب جديد في التسويف والخداع من أجل تضييع الوقت لصالح إسرائيل التي ستستغل الفرصة لبناء المزيد  من المستوطنات  وترحيل العرب من البدو وغيرهم من أراضيهم . .بعد عدة أشهر تنقضي المدة  المحددة ,  وسيظل ليبرمان ونتنياهو يفعلان  ما يستطيعان لإبقاء الفلسطينيين معذبين تحت استعمار لا يريد السلام والأمن ولا يؤمن بحق الفلسطيني في ارضه . إسرائيل ما زالت مستمرة بألاعيبها  من اجل سرقة ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتهويدها في دولة يهودية عنصرية  والعالم ينتظر المفاجآت . !

المصدر

Leave a Comment

Comments

No comments yet. Why don’t you start the discussion?

Comment